مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الكلام على عبد الله بن الزبير]

صفحة 432 - الجزء 1

  وَهَذَا كَافٍ فِي الْحُجَّةِ، وَلَا عِبْرَةَ بِتَضْعِيفِهِمْ لِبَعْضِ الرُّوَاةِ⁣(⁣١)، فَهْوَ لِلْمُخَالَفَةِ فِي الْمَذْهَبِ، وَهْوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ بِالاتِّفَاقِ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

[الكلام عَلَى عبد الله بن الزبير]

  (١٧) مِنْ (صفح/٣٠٧) (ج ٢)⁣(⁣٢)، قَوْلُهُ: «وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا سَجَدَ تَنْزِلُ الْعَصَافِيرُ عَلَى ظَهْرِهِ، لَا تَحْسِبُهُ إِلاَّ جِذْمَ حَائِطٍ مِنْ طُولِ السُّجُودِ».

  قُلْتُ: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةٍ عَلَى شَكٍّ، وَمَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ، وَالرَّسُولُ ÷ يَقُولُ فِي عَلِيٍّ #: «لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ»، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَشَدِّ الْمُبْغِضِينَ لَهُ، وَالْمُقَاتِلِينَ لَهُ، وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ #: (مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ وَلَدُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ فَأفْسَدَهُ).

  فَمَا أَحَقَّهُ وَأَمْثَالَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤}⁣[الغاشية].

  وَلَقَدْ كَانَ الْخَوَارِجُ أَشَدَّ عِبَادَةً مِنْهُ وَنُسُكًا، وَمَا نَفَعَهُمْ ذَلِكَ، بَلْ مَرَقُوا مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَى صَاحِبِهِ وَآلِهِ⁣(⁣٣)، فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ وَحُسْنَ الْخَاتِمَةِ.

[رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام]

  (١٨) مِنْ (صفح ٣٢٤) (ج ٢)⁣(⁣٤)، قَوْلُهُ: «وَاعْلَمْ أَنَّ رَفْعَ اليَدَيْنِ عِنْدَ


(١) كالحارث الأعور، وهو الحارث بن عبدالله الهمداني، أبو زهير الكوفي، الأعور، المتوفى سنة خمس وستين. قال السيد صارم الدين [في الفلك الدوار (علوم الحديث) (ص/٨٢)]: كان أفقه الناس، وأفرض الناس، وأحسب الناس. وقد نال منه طائفة، وقد بسط في (الطبقات) و (علوم الحديث) مانالوه به. قال في الطبقات: وذكره السيد صارم الدين، وابن حابس، وابن حُمَيد في (التوضيح) في ثقات محدثي الشيعة. إلى قوله: وقال السيد أحمد بن عبدالله الوزير: لا يمتري أهل البيت (ع) في عدالة الحارث، وجلالته وفضله. وقال غيره: هو صاحب علي (ع)، وأحد شيعته. انتهى من (لوامع الأنوار - الفصل الثاني) للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي # ج ١/ ٢٥٠/ط ٢، ج ١/ ٣٨٤/ط ٣.

(٢) وهو في (٢/ ٣٣٤) ط: (دار الكتب العلمية).

(٣) وقد تقدَّم ذكر بعضٍ من ذلك في الكلام (مع ابن تيمية - حول الشيعة والتشيع).

(٤) وفي (٢/ ٣٥٢) ط: (دار الكتب العلمية).