[الكلام على عبد الله بن الزبير]
  وَهَذَا كَافٍ فِي الْحُجَّةِ، وَلَا عِبْرَةَ بِتَضْعِيفِهِمْ لِبَعْضِ الرُّوَاةِ(١)، فَهْوَ لِلْمُخَالَفَةِ فِي الْمَذْهَبِ، وَهْوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ بِالاتِّفَاقِ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.
[الكلام عَلَى عبد الله بن الزبير]
  (١٧) مِنْ (صفح/٣٠٧) (ج ٢)(٢)، قَوْلُهُ: «وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا سَجَدَ تَنْزِلُ الْعَصَافِيرُ عَلَى ظَهْرِهِ، لَا تَحْسِبُهُ إِلاَّ جِذْمَ حَائِطٍ مِنْ طُولِ السُّجُودِ».
  قُلْتُ: نَوْمٌ عَلَى يَقِينٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةٍ عَلَى شَكٍّ، وَمَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ، وَالرَّسُولُ ÷ يَقُولُ فِي عَلِيٍّ #: «لَا يُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ»، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَشَدِّ الْمُبْغِضِينَ لَهُ، وَالْمُقَاتِلِينَ لَهُ، وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ #: (مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ وَلَدُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ فَأفْسَدَهُ).
  فَمَا أَحَقَّهُ وَأَمْثَالَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ ٣ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ ٤}[الغاشية].
  وَلَقَدْ كَانَ الْخَوَارِجُ أَشَدَّ عِبَادَةً مِنْهُ وَنُسُكًا، وَمَا نَفَعَهُمْ ذَلِكَ، بَلْ مَرَقُوا مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَى صَاحِبِهِ وَآلِهِ(٣)، فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ وَحُسْنَ الْخَاتِمَةِ.
[رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام]
  (١٨) مِنْ (صفح ٣٢٤) (ج ٢)(٤)، قَوْلُهُ: «وَاعْلَمْ أَنَّ رَفْعَ اليَدَيْنِ عِنْدَ
(١) كالحارث الأعور، وهو الحارث بن عبدالله الهمداني، أبو زهير الكوفي، الأعور، المتوفى سنة خمس وستين. قال السيد صارم الدين [في الفلك الدوار (علوم الحديث) (ص/٨٢)]: كان أفقه الناس، وأفرض الناس، وأحسب الناس. وقد نال منه طائفة، وقد بسط في (الطبقات) و (علوم الحديث) مانالوه به. قال في الطبقات: وذكره السيد صارم الدين، وابن حابس، وابن حُمَيد في (التوضيح) في ثقات محدثي الشيعة. إلى قوله: وقال السيد أحمد بن عبدالله الوزير: لا يمتري أهل البيت (ع) في عدالة الحارث، وجلالته وفضله. وقال غيره: هو صاحب علي (ع)، وأحد شيعته. انتهى من (لوامع الأنوار - الفصل الثاني) للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي # ج ١/ ٢٥٠/ط ٢، ج ١/ ٣٨٤/ط ٣.
(٢) وهو في (٢/ ٣٣٤) ط: (دار الكتب العلمية).
(٣) وقد تقدَّم ذكر بعضٍ من ذلك في الكلام (مع ابن تيمية - حول الشيعة والتشيع).
(٤) وفي (٢/ ٣٥٢) ط: (دار الكتب العلمية).