مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حديث «من سب أحد أصحابي ...»]

صفحة 434 - الجزء 1

  قُلْتُ: اعْلَمْ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ العَاصِ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ وَأَشْبَاهَهُمْ أَوَّلُ دَاخِلٍ فِي هَذَا اللَّعْنِ النَّبَوِيِّ؛ لِأَنَّهُمْ سَبّوا أَعْظَمَ السَّبِّ أَوَّلَ أَصْحَابِهِ السَّابِقِينَ، أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَخَا الرَّسُولِ الأَمِين، ÷ بِإِجْمَاعِ الأُمَّةِ، بَلْ قَرَّرُوا سَبَّهُ عَلَى فُرُوعِ الْمَنَابِرِ، فَهُمْ أَوَّلُ مُرَادٍ بِهَذَا الوَعِيدِ وَأَمْثَالِهِ.

  فَيَا عَجَبَاهُ لِمَنْ يَدَّعِي السُّنَّة، وَيَقْصدُ الذَّبَّ عَنْ هَؤُلَاءِ بِتَوْجِيهِ الوَعِيدِ الوَارِدِ عَلَيْهِمْ - الَّذِينَ هُمْ أَوَّلُ مَقْصُودٍ بِهِ، وَدَاخِلٍ فِيهِ - إِلَى مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِم.

  إِنَّ هَذَا لَحَيْفٌ شَدِيدٌ، وَزَيْغٌ عَظِيمٌ، فَتَأمَّلْ أَيُّها الْمُؤْمِنُ الْمُنْصِفُ {وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ ٤٠}⁣[النور]، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُور.

  (٢٠) مِنْ (صفح/٤٠٤) (ج ٢)⁣(⁣١)، قَوْلُهُ: «قَالَ رَجُلٌ لِلْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ: أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مُعَاويةَ؟ فَغَضِبَ، وَقَالَ: لَا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ النَّبِيِّ أَحَدٌ، مُعَاويةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْي اللَّهِ ø».

  قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، العَجَبُ مِمَّنْ يَدَّعِي العِلْمَ، وَيَقُولُ إِنَّهُ مُتَّبِعٌ لِلْسُّنَّةِ، وَيَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ هَذِهِ الأَقْوَالِ الْمُلَبِّسَةِ، الَّتِي لَا تُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيِئًا، وَيُرِيدُ أَنْ يُعَارِضَ بِهَا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةَ رَسُولِهِ ÷، فَنَقُولُ:

  - مُعَاوِيَةُ عَدُوُّ اللَّهِ تَعَالَى وَعَدُوُّ رَسُولِهِ؛ لِقَوْلِهِ ÷ لِعَلِيٍّ # فِي الْخَبَرِ الْمُتَوَاتِرِ: «اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ».

  - مُعَاوِيَةُ مُنَافِقٌ؛ لِقَوْلِهِ ÷ لِعَلِيٍّ فِي الْخَبَرِ الْمَعْلُومِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ: «لَا يُحِبُّهُ إلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ».

  - مُعَاوِيَةُ رَأسُ الْبُغَاةِ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ؛ لِقَوْلِهِ ÷ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ البَاغِيَةُ، تَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَكَ إِلَى النَّارِ»، الْخَبَرَ النَّبَوِيَّ الْمُتَوَاتِرَ.

  - مُعَاوِيَةُ قَاتِلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَالأُلُوفِ الْمُؤلَّفَةِ مِنَ


(١) وفي (٢/ ٤٤٧) ط: (دار الكتب العلمية).