(20) - الكلام على قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ٣٣}:
  وَالْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُمَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ}، وَالاِحْتِجَاجُ بِذَلِكَ عَلَى عِصْمَتِهْمِ، وَكَوْنِ إِجْمَاعِهِمْ حُجَّةً - ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ التَّخْصِيصَ بِهِمْ لَا يُنَاسِبُ مَا قَبْلَ الآيَةِ وَمَا بَعْدَهَا، وَالْحَدِيثُ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ أَهْلُ البَيْتِ، لَا أَنَّهُ لَيْسَ غَيْرهُمْ».
  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: بَل الضَّعِيفُ إِدْخَالُ غَيْرِهِمْ، مَعَ رَدِّ الرَّسُولِ ÷ أُمَّ سَلَمَةَ وَعَائِشَةَ، وَقَوْلِهِ ÷: «إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ»، كَمَا فِي الأَخْبَارِ، مَعَ أَنَّهُنَّ أَقْرَبُ مَنْ يُدّعَى فِيهِ.
  وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي بَعْضِهَا أَنَّهُ ÷ أَدْخَلَهَا مَعَهُمْ فَإِنَّمَا هُوَ لِلإِينَاسِ، بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ لَهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْهُمْ، وَقَدْ قَالَتْ هِيَ: «بَعْدَ مَا قَضَى دُعَاءَهُ لِبَنِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ وَابْنَتِهِ»، وَمَعَ صِيغَةِ الْحَصْرِ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ ÷: «هَؤلاءِ أَهْلُ بَيْتِي»، الَّتِي حَذَفَهَا القَاضِي.
  وَفِي الآيَةِ دَلِيلٌ بَيِّنٌ عَلَى اسْتِقْلَالِهَا وَانْفِصَالِهَا عَمَّا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا بِتَذْكِيرِ الْخِطَابِ.
  وَلَمْ يُجِبِ القَاضِي عَلَى الاِسْتِدْلَالِ بِذَلِكَ عَلَى عِصْمَتِهِمْ، وَهْوَ حُجَّةٌ قَاطِعَةٌ، وَبُرْهَانٌ وَاضِحٌ.
  وَقَدْ يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ يَكْفِي الْكَلَامُ عَلَى التَّخْصِيصِ، وَلَيْسَ بِكَافٍ، وَلَا يَسَعُ الْمَحَلُّ الْبَسْطَ، وَقَدْ اسْتَوْفَيْتُ الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)(١)، وَفِي (شَرْحِ الزُّلَفِ)(٢) بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَالْهِدَايَة.
(١) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الأول) (ط ١/ ١/٥٤)، (ط ٢/ ١/٨٧)، (ط ٣/ ١/١١٠).
(٢) (التحف (ط ١/ص/٢٣٤)، (ط ٢/ص/٣٣٤)، (ط ٣/ص/٤٤٢)، (ط ٤/ص/٤٤١).