البلاغ المبين
  وَلَا بَأْسَ بِإِشَارَةٍ إِلَى بَعْضِ الْمَعَانِي، وَإِنْ كَانَ الغَرَضُ هُوَ جَمْعُ الصِّحَاح، فَلَا بَأْسَ بِالشَّرْحِ وَالإِيضَاح.
  فَالْكِتَابُ: إِمَّا مَصْدَرُ كَتَبَ كَالْكَتْبِ وَالْكِتْبَةِ، أَوِ اسْمُ مَصْدَرٍ، وَيَشْهَدُ لَهُ جَمْعُهُ عَلَى كُتُبٍ، وَهْوَ مِنْ خَوَاصِّ الأَسْمَاءِ، وَمَادَّةُ (كَتَبَ) تَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ وَالضَّمِّ(١).
  اسْتُعْمِلَ فِيمَا يَجْمَعُ مَسَائِلَ خَاصَّة، وَهْوَ حَقِيقَةٌ فِي الْحُرُوفِ الْمَكْتُوبَةِ، مَجَازٌ فِي الْمَعَانِي.
  وَالطَّهَارَةُ، لُغَةً: النَّظَافَةُ وَالنَّزَاهَةُ عَنِ الأَقْذَارِ وَالأَنْجَاسِ الْحِسِّيَّةِ، مَجَازٌ فِي التَّنَزُّهِ عَنِ العُيُوبِ وَالذُّنُوبِ.
  وَفِي عُرْفِ الفُقَهَاءِ: إَمَّا مَصْدَرُ (طَهُرَ) - اللَّازِم الْمُخَفَّف -، فَهْيَ: الْوَصْفُ القَائِمُ بِالْفَاعِلِ، وَهْوَ الذَّاتُ الْمُتَجَرِّدَةُ عَنِ الْحَدَثِ وَالنَّجَسِ أَوْ أَحَدِهِمَا.
  وَحَقِيقَتُهَا: صِفَةٌ حُكْمِيَّةٌ تُثْبِتُ لِمَوْصُوفِهَا جَوازَ الصَّلاَةِ بِهِ، أَوْ فِيهِ، أَوْ لَهُ.
  وَالضَّمَائِرُ لِلْمَوْصُوفِ بِاعْتِبَارِهِ ثَوْبًا، أَوْ مَكَانًا، أَوْ بَدَنًا.
  وَإِمَّا مَصْدَرُ (طَهَّرَ) - الْمُتَعَدِّي الْمُضَعَّف -، فَهْيَ: الوَصْفُ القَائِمُ بِالْمَفْعُولِ.
  وَحَقِيقَتُهَا عَلَى هَذَا مَا قَالَهُ الإِمَامُ الْمَهْدِيُّ # فِي (البَحْرِ): عِبَارَةٌ عَنْ غَسْلٍ، وَمَسْحٍ، أَوْ أَحَدِهِمَا، أَوْ مَا فِي حُكْمِهِمَا بِصِفَةٍ مَشْرُوعَةٍ.
  وَالَّذِي فِي حُكْمِهِمَا: سَائِرُ الْمُطَهِّرَاتِ كَالإِسْلَامِ، وَالاِسْتِحَالَةِ، وَالنُّضُوبِ.
  قَالَ الإِمَامُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ الْحَسَنِ @ فِي (شَرْحِ البَحْرِ): قِيلَ: هُوَ أَصَحُّ الْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ.
  وَفِي (حَاشِيَةِ الْهِدَايَةِ) لِابْنِ الوَزِيرِ:
(١) قال في (الروض النضير) (١/ ١٢١): «ومادَّةُ (كَتَبَ) بملاحظة ترتيبها تدل عَلَى الجمع والضم، ومنه: كتيبة الجيش، واستُعْمِلَ ذلك فيما يَجمع أشياءَ من الأبوابِ والفصول؛ لحصولِ معنى الضمِّ والجمعِ فيه. وهو حقيقةٌ: في جمع الحروف وضَمِّهَا؛ لكونها محسوسةً، مجازٌ بالنظر إلى مدلولها من المعاني».