مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

البلاغ المبين

صفحة 715 - الجزء 1

  وَلَا بَأْسَ بِإِشَارَةٍ إِلَى بَعْضِ الْمَعَانِي، وَإِنْ كَانَ الغَرَضُ هُوَ جَمْعُ الصِّحَاح، فَلَا بَأْسَ بِالشَّرْحِ وَالإِيضَاح.

  فَالْكِتَابُ: إِمَّا مَصْدَرُ كَتَبَ كَالْكَتْبِ وَالْكِتْبَةِ، أَوِ اسْمُ مَصْدَرٍ، وَيَشْهَدُ لَهُ جَمْعُهُ عَلَى كُتُبٍ، وَهْوَ مِنْ خَوَاصِّ الأَسْمَاءِ، وَمَادَّةُ (كَتَبَ) تَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ وَالضَّمِّ⁣(⁣١).

  اسْتُعْمِلَ فِيمَا يَجْمَعُ مَسَائِلَ خَاصَّة، وَهْوَ حَقِيقَةٌ فِي الْحُرُوفِ الْمَكْتُوبَةِ، مَجَازٌ فِي الْمَعَانِي.

  وَالطَّهَارَةُ، لُغَةً: النَّظَافَةُ وَالنَّزَاهَةُ عَنِ الأَقْذَارِ وَالأَنْجَاسِ الْحِسِّيَّةِ، مَجَازٌ فِي التَّنَزُّهِ عَنِ العُيُوبِ وَالذُّنُوبِ.

  وَفِي عُرْفِ الفُقَهَاءِ: إَمَّا مَصْدَرُ (طَهُرَ) - اللَّازِم الْمُخَفَّف -، فَهْيَ: الْوَصْفُ القَائِمُ بِالْفَاعِلِ، وَهْوَ الذَّاتُ الْمُتَجَرِّدَةُ عَنِ الْحَدَثِ وَالنَّجَسِ أَوْ أَحَدِهِمَا.

  وَحَقِيقَتُهَا: صِفَةٌ حُكْمِيَّةٌ تُثْبِتُ لِمَوْصُوفِهَا جَوازَ الصَّلاَةِ بِهِ، أَوْ فِيهِ، أَوْ لَهُ.

  وَالضَّمَائِرُ لِلْمَوْصُوفِ بِاعْتِبَارِهِ ثَوْبًا، أَوْ مَكَانًا، أَوْ بَدَنًا.

  وَإِمَّا مَصْدَرُ (طَهَّرَ) - الْمُتَعَدِّي الْمُضَعَّف -، فَهْيَ: الوَصْفُ القَائِمُ بِالْمَفْعُولِ.

  وَحَقِيقَتُهَا عَلَى هَذَا مَا قَالَهُ الإِمَامُ الْمَهْدِيُّ # فِي (البَحْرِ): عِبَارَةٌ عَنْ غَسْلٍ، وَمَسْحٍ، أَوْ أَحَدِهِمَا، أَوْ مَا فِي حُكْمِهِمَا بِصِفَةٍ مَشْرُوعَةٍ.

  وَالَّذِي فِي حُكْمِهِمَا: سَائِرُ الْمُطَهِّرَاتِ كَالإِسْلَامِ، وَالاِسْتِحَالَةِ، وَالنُّضُوبِ.

  قَالَ الإِمَامُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ الْحَسَنِ @ فِي (شَرْحِ البَحْرِ): قِيلَ: هُوَ أَصَحُّ الْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ.

  وَفِي (حَاشِيَةِ الْهِدَايَةِ) لِابْنِ الوَزِيرِ:


(١) قال في (الروض النضير) (١/ ١٢١): «ومادَّةُ (كَتَبَ) بملاحظة ترتيبها تدل عَلَى الجمع والضم، ومنه: كتيبة الجيش، واستُعْمِلَ ذلك فيما يَجمع أشياءَ من الأبوابِ والفصول؛ لحصولِ معنى الضمِّ والجمعِ فيه. وهو حقيقةٌ: في جمع الحروف وضَمِّهَا؛ لكونها محسوسةً، مجازٌ بالنظر إلى مدلولها من المعاني».