[114] أبو الحسن سيف الدولة علي بن عبد الله بن
  ممن يطول ذكره، وكان معروفه شهيرا، ونوء نواله غزيرا، وكان يصل إلى بغداد وإلى سائر النواحي من يعرف فاقته من أرباب الفضائل.
  وله صنّف أبو الفرج كما مرّ كتاب الأغاني، وكان من كبار الشيعة.
  وذكر ابن أبي طي في تاريخ حلب: أن سيف الدولة هو الذي عمّر مشهد الدكّة بظاهر حلب بسبب أنه رأى نورا على مكانه، وهو بأحد مناظره في حلب، فلما أصبح ركب إلى هناك وأمر بالحفر فوجد حجرا مكتوبا عليه هذا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب فجمع العلويين وسألهم، فقال بعضهم: أنهم لما مرّوا بالسبي أيام يزيد من حلب فطرحت نساء الحسين # بهذا الولد فعمّره سيف الدولة وقال: إن اللّه أذن لي في عمارته على اسم بنت نبيّه، ويعرف الموضع بالجوشن.
  وقال الشريف محمد بن أسعد الجوّاني النسابة: أوّل من قال في الآذان بالليل محمد وعليّ خير البشر، الحسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل ابن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب #، أذّن بذلك في حلب في أيام سيف الدولة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ولم يزل الأذان كذلك إلى أيام محمود بن زنكي الملقب نور الدين فمنع ذلك.
  وكانت ولادة سيف الدولة يوم الأحد حادي عشر ذي الحجة سنة ثلاث أو واحدا وثلاثمائة.
  وتوفي يوم الجمعة في الساعة الثالثة، وقيل الرابعة لعشر بقين من صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ونقل إلى ميّافارقين ودفن في تربة أمّه، وكان يجمع الغبار الذي يقع عليه أيام غزواته للروم حتى اجتمع منه لبنة بقدر الكفّ فأوصى أن يجعل خدّه عليها في قبره فنفذت وصيّته،(١) ¦.
  وكان قبل أن يملك الشام ملك واسط وتلك النواحي بالعراق ثم انتزع حلب من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الاخشيدية، واللّه أعلم.
(١) وفيات الأعيان ٣/ ٤٠٥.