[66] الأمير أبو محمد، حيدر أغا بن محمد
  قال القاضي شمس الدين أحمد بن ناصر، |(١): أنه قد روي أنه قالها في السيد أبي يحيى محمد بن الحسن بن المنصور باللّه، وإنه قال له حين أكملها: ما أعجب هذا الشعر الرقيق من هذا البدن الغليظ.
  قلت: لكن جمال الدين لا يطلقه أهل اليمن إلّا على علي، وليست لهم ألقاب معينة، لأن القوم تقل عنايتهم بالمفاخر والذكر الجميل، وليس فخرهم في الغالب إلّا باللباس الجيّد، وركوب الخيول بالحلية إلّا من عرف سير الكحلاء، وكيف بنو آدم، وقليل ما هم.
  وكان للوادي للمذكور إلمام بعلم الحرف، وغالب أهل هذا الفن البلاهة، وله يد جيّدة في علم النجوم والرمل، وشعره كثير وأدبه، وهذا الدليل روض، ولولا أنه الوادي لقلت وغدير.
  ومات تقريبا سنة ثمانين وألف بصنعاء، |.
  والوادي: إضافة إلى وادي ضهر، عرف بذلك. وقد مضى تعريف الوادي المذكور.
  [٦٦] الأمير أبو محمد، حيدر أغا بن محمد الرومي الأصل، اليمني الدار والوفاة، الشاعر المشهور.
  فاضل سبق في تلك الحلبة، وما ترك للصائح المحكي همسا ولا جلبة، لم يكن برق شعره يخلب، ولم يقدّر حسن شعره ولم يكتسب نسج للملاح به وشيئا عبق، وما كان قبله ينشر، وأخجل ابن ربيعة فما ترك لعمر فضل حيدر، له شذرات أخذت الحاسد في نحره فهي يتايم لا توجد إذا نظم إلّا ببحره:
  شرك العقول ونزهه ما مثلها ... للمطمئن وعقله المستوفر
  لم ندر أعربية أم موشّحة أملح، وعلى الحقيقة فجميع شعره بالحسن موشّح، فهو الذي أجاد في الفنّين وقال سامعه لقد جاء حيدر بالحسن والحسين
(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.