[32] أبو الطاهر، المنصور، إسماعيل بن القائم
  يبدأ بالحبس فيخرج ابن مفرغ قبل أن يعلم ابن زياد فيغتاله، ففعل به ذلك، ولما خرج من الحبس قدّمت له بغلة من دوّاب البريد، فلما استوى عليها قال:
  عدس ما لعبّاد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق
  * * *
  وأم خارجة، التي ذكرها السيّد للمرأة: هي عمرة بنت سعد بن عبد اللات، يضرب بها المثل في كثرة النكاح وسرعته، وكانت تذوق الرجال، فكل من قال لها: خطب، قالت: نكح.
  قال العسكري في الجمهرة: أنه دفع لها شخص فقيل لها هو خاطب، فقالت: تراه يعجلنا أن نحل ما له غل وإل، أي طعن بالآلة وهي الحربة، وغلّ من الغليل وهي حرارة الجوف من العطش والحزن، وقيل: وضع في رقبته الغلّ والخطب، الخاطب، والمخطوبة.
  وكانت أم خارجة هذه، ومارية بنت جعيد العبدية، وعاتكة بنت هلال السليمية، وسلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد النجارية وهي أم عبد المطلب بن هاشم، إذا تروّجت الواحدة منهن رجلا فأصبحت عنده كان أمرها إليها إن شاءت أقامت، وإن شاءت ذهبت، وتكون علامة، رضاها للزوج أن تعالج له طعاما إذا أصبحت(١).
  والشبرم، بكسر المعجمة وإسكان الموحدة وبعد الراء المكسورة ميم: نبات يتوعى حار يابس في آخر الثالثة، قويّ الإسهال، ينفع الاستسقاء، واللّه أعلم.
  [٣٢] أبو الطاهر، المنصور، إسماعيل بن القائم بأمر اللّه محمد بن المهدي عبيد اللّه الحسيني العبيدي المغربي، الخليفة الإسماعيلي(٢).
  كان فاضلا فصيحا يرتجل الخطبة على المنبر، أديبا، ولم يرو له شعر، بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه القائم.
(١) جمهرة الأمثال ١/ ٥٢٩.
(٢) ترجمته في: وفيات الأعيان ١/ ٢٣٤ - ٢٣٦، إتعاظ الحنفا ١٢٦، الدرة المضيئة ١١٦، ابن خلدون ٤/ ٤٣، ابن عذاري ١/ ٢١٨، أعمال الإعلام ٣/ ٥٤، الخطط المقريزية.