نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[195] أبو الفرج، يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن

صفحة 374 - الجزء 3

  [١٩٥] أبو الفرج، يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كلّس المصري الهاروني الأصل، وزير العزيز بن المعز ( *)

  همام قطع صيت الوزراء بعمّه موسى وبجدّه، وقامت به مملكة ناطها بيده العزيز وما الأمر إلّا من عنده:

  خليفة ووزير مدّ عدلهما ... ظلّا على مفرق الإسلام والأمم

  كفاه أمر السيف والقلم فهو أبو الفتح ذو الكفايتين، وصحبه صحبة بنانه فهو الصاحب على الحالتين، وكان الجود يلوح برق ربيعه من كفّه، والسعد يخدمه من يمينه وشماله، وأمامه وخلفه، وله بالأدب وسائر العلوم هيام، إلا أنه ورد نميرها، وخلّف كلّ من قصّر عن رشاؤهم حيام.

  وقال المقريزي في الخطط: كان الوزير أبو الفرج أوّل أمره يهوديا من أهل بغداد، فخرج منها إلى بلاد الشام ونزل الرملة، وأقام بها وكيلا للتجار، واجتمع عليه مال لهم عجز عن أدائه ففرّ إلى مصر في أيام كافور الأخشيدي فتعلّق بخدمته، ونفق له بالمتجر فباع إليه أمتعة فأحيل له بثمنها على ضياع مصر، فكثر تردّده لذلك على الريف وعرف أحوال القرى، وكان صاحب حيل ودهاء. ومعرفة وذكاء مفرط وفطنة فمهر في معرفة الضياع، حتى كان إذا سئل عن غلالها ومبلغ ارتفاعها وسائر أحوالها الظاهرة والباطنة أتى من ذلك بالغرض، وكثرت أمواله واتسعت أحواله فأعجب به كافور، وقال: لو كان هذا مسلما لصلح أن يكون وزيرا، فلمّا بلغه ذلك تاقت نفسه إلى الولاية وأحضر من علّمه شرائع الإسلام سرّا، ولما كان في شعبان سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة دخل إلى جامع مصر فصلّى صلاة الصبح، وركب إلى كافور ومعه محمد بن عبد اللّه الخازن في خلق


(*) ترجمته في: وفيات الأعيان ٧/ ٢٧ - ٣٥، النجوم الزاهرة ٤/ ٢١، مرآة الجنان ٢/ ٢٥٠ في وفيات سنة ٣٠٨ وهو سهو من مصنفه، الكامل لابن الأثير ٩/ ٢٧، الخطط المقريزية، ابن القلانسي ٣٢، اتعاظ الحنفا (صفحات متفرقة)، الدرة المضية (في مواطن متفرقة)، الفاطميون في مصر ١٣٤، أخبار مصر لابن ميسر ٤٥/ ٥١، الإشارة إلى من نال الوزارة ١٩، الاعلام ط ٤/ ٨ / ٢٠٢ - ٢٠٣.