شعره:
  تعده لخبزها وقيدا ... من بعد ما تعصده عصيدا
  وإن غدت واردة للماء ... خافت عليها سارق الخراء
  هذا الذي جرى بها هو العجب ... وإنما يظلمها سوق الحطب
  فإنه من عزة كالمندل ... بالشقري النذل أو من حنظل
  وإن قصدت اللحم في باب اليمن ... وجدت ذا القرنين عزّى ذا يزن
  في حلقه حويدر والراعي ... كاتبه والثور ذو الكلاع
  فقرنه يباع بالدينار ... وظلفه بدرهم للشاري
  والجمل الذابح فيه مفتري ... يجعله عند السما للمشتري
  فلا ينال لحمة صغيره ... حتى ببذل الدرة الكبيرة
  يهم من حسرته الذي أتى ... يأكل ما قد يراه ميتا
  أف لهذي البلدة المشومه ... فإنها منتنة كالثومه
  قد لعبت بأهلها السوداء ... ولا بها بيضا ولا صفراء
  وجوههم من جهدها مغبره ... وفي القلوب كلها كالجمره
  في كل يوم غارة للدولة ... عليهم وعسكر وصوله
  يحكم في أعيانها شاويش ... مثل الحمار أكله حشيش
  وإن أتاه أمرد بفقحته ... حكّمه في ماله وعيشته
  وإن أتاه أشيب أو أشمط ... يصفعه بنعله ويربط(١)
شعره:
  وقد جمعت منه مما أورده بين ثنايا كتابه (نسمة السحر) وما أورده له صاحب (نشر العرف) في ترجمته له، ومنه:
  - قال يرثي أخاه زيد بن يحيى بن الحسين المتوفى سنة ١١٠٤ عن عمر لا يتجاوز الثلاثين سنة، بقصيدة أوّلها:
  بعد الأحبة ما في العيش من أرب ... ولّى التجلّد والتسليم للنوب
  كيف الأمان وذي الدنيا تخاتلنا ... وليس منها سوى التمويه والكذب
(١) نشر العرف ٢/ ٩٥٧ - ٩٦٠.