مات الذي أمسى الثناء وراءه ... والعفو عفو اللّه بين يديه

  هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كنا نفرّ من الزمان إليه

  فليعلمنّ بنو بويه أنه ... فجعت به أيام آل بويه⁣^(⁣١)

  [٤٨] أبو علي، الحسن بن هاني بن عبد الأول بن الصباح، ويكنى أيضا بأبي نواس، لأنه من كنى ملوك اليمن، وكان يحبّهم لولائه فيهم، الشاعر المشهور⁣^(⁣٣).

  فاضل خلع رسن البلاغة في الكميت، وجعل قصر لذّته فيها مع مناقضته له في كل بيت، يعجبه التفاح من الخدود، والأغصان من القدود، تحجبه معانيه من الحسن ديباجة، ولا سيما إن وصف الياقوتة السيالة في الزجاجة، ولا ينفّك الليل والنهار، عن المزج بين الجبين والعذار، ويتقنّع لكن بالحبيب المعم، ليفارق بهواه كل عيش مذمم.

  وكان مولده بالبصرة وبها نشأ، ثم خرج مع والبة بن الحباب⁣^(⁣٢) الشاعر وبه

(١) وفيات الأعيان ٢/ ١٢٧.

(٣) ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ٩٥ - ١٠٤، الأغاني ١٠/ ٧١ - ٨٤ سرح العيون ٣١٥ - ٣٢٤، تاريخ بغداد ٧/ ٤٣٦، الشعر والشعراء ٦٨٠ - ٧٠٦، تهذيب ابن عساكر ٤/ ٢٥٤، طبقات ابن المعتز ١٩٣ - ٢١٦، الموشح ٢٦٣، نزهة الألبا ٢٤٩، بروكلمان ٢/ ٢٤ من الترجمة العربية، خزانة الأدب للبغدادي ١/ ٣١٤، الكنى والألقاب ١/ ١٦٤، شذرات الذهب ١/ ٣٤٥، الطليعة - خ / ترجمه رقم ٦٦، أعيان الشيعة ٢٤/ ٣ - ٤٤٩، ولابن منظور كتاب مفرد في أخباره طبع في آخر الأغاني - ط دار الفكر - بيروت - يحمل الرقم ٢٥. وكذلك لأبي هفّان.

(٢) والبة بن الحباب الأسدي الكوفي، أبو أسامة: شاعر غزل، ظريف، ماجن، وصاف للشراب.

من أهل الكوفة. من بني نصر بن قعين، من أسد بن خزيمة. هو أستاذ أبي نواس. رآه غلاما في البصرة، يبري العود، فاستصحبه إلى الأهواز ثم إلى الكوفة، فشاهد معه أدباءها، فتأدب بأدبهم.

وقدم والبة بغداد، في أواخر أعوامه، فهاجى بشارا وأبا العتاهية وغلباه، فعاد إلى الكوفة كالهارب. وكان أبيض اللون أشقر الشعر. ولما مات نحو سنة ١٧٠ هـ رثاه أبو نواس.

ترجمته في:

تاريخ بغداد ١٣: ٤٨٧ - ٤٩٠ والأغاني ١٨/ ١٠٥ - ١١٣ وأنظر فهرسته. والموشح للمرزباني ٢٧٢ وطبقات الشعراء لابن المعتز، تحقيق فراج ٨٧ - ٨٩ ولسان الميزان ٦: ٢١٦ وهو فيه ابن «حبان» من خطأ الطبع. وأنظر الشعر والشعراء ٢: ٧٧١، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٠٩.