نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[122] أبو الحسن علي بن محمد الحريري الشاعر

صفحة 439 - الجزء 2

  الثانية ألف وطاء مهملة قلعة بديار بكر على الفرات مجاورة لبلاد الروم، واللّه أعلم.

  [١٢٢] أبو الحسن علي بن محمّد الحريري الشاعر المشهور أحد شعراء الدمية ( *).

  فاضل أدرك النار، وكمن كمون الفار، وما برحت عقارب كيده ساعية، حتى أهان في دار ملكه معاوية وخبره طريف.

  قال أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر: وقع من بعض الجزائر إلى باخرز، فارتبط بها للتأديب، وبقي بين كبرائها موفور النصيب، وبلغ من الغلو في التشيع مبلغا حتى أدرّع الليل، وشمر الذيل، وشد الاقتاد، وطوى البلاد، وأقام في مجاورة قبر معاوية بالشام سنة حردا، يطوف بأركانه، ويتبرك باستلام بنيانه، ووراء تملقه ذلك امر، وخلل رماده وميض جمر، ولم يزل ينتهز الفرصة حتى خلى وجهه يوما من الأيام، وانقض عنه أولئك الأقوام، فنقص على عيابه، وأسال فوقه أسرابه، وألقى به جنينه، وخلط بذي بطنه طينه، {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}⁣(⁣١).

  قلت: الحاصل أنه خرى على ذلك الجدث. ولم تنتقض طهارة إيمانه بذلك الحدث.

  وقال وفي هذا المعنى يقول:

  رأيت بني الطّوامث والزّواني ... بمقت ينظرون إليّ شزرا

  لأنّي بالشّآم أقمت حولا ... على قبر ابن هند كنت أخرى⁣(⁣٢)

  قال الصفدي: وقلت أنا أردّ على هذا الشاعر أخزاه اللّه:


(*) ترجمته في:

دمية القصر ١/ ١٣٧ - ١٣٨ وفيه «الجزريّ» وليس الحريري، إنباه الرواة ٢/ ٣٠٩.

(١) سورة القصص: الآية ٢١، دمية القصر ١/ ١٣٧ - ١٣٨.

(٢) دمية القصر ١/ ١٣٨.