[٤٠] أبو الفضل جعفر بن شمس الخلافة أبي عبد اللّه محمد بن شمس الخلافة مختار الأفضلي، مجد الدين المصري، الشاعر المشهور⁣^(⁣٣).

  فاضل ظهر لقبه بشعره، وشبّ به مبتسم دهره، كم له من يتيمة هي درّة الغوّاص، وحاشا معانيه من أوهام الخواص، يخجل نيل مصر بفيض قريحته وهو جعفر، ويجمع زهر الأدب شعره، فهو الجامع الأزهر، وهو من صنائع الخلفاء الفاطميين، ونسبته إلى الأفضل أمير الجيوش بدر الجمالي وزير المستنصر بن الآمر، ولما انقضت دولة الخلفاء الفاطمية ولقى دولة الغزّ الأيوبيين اضطر إلى مدحهم وله خط مشهور تتنافس الناس فيه لحسنه وضبطه، وله كتاب جمع فيه أشعارا في فنون الحكم مقطعات، وذكر فيه من أشعاره في الحكم⁣^(⁣١)، وما أحسن قوله:

  هي شدّة يأتي الرخاء عقيبها ... وأسى يبشّر بالسّرور العاجل

  وإذا نظرت فإن بؤسا زائلا ... للمرء خير من نعيم زائل⁣^(⁣٢)

  قلت: الأحسن في التحقيق هو النعيم الدائم، ويخص اللّه به من يشاء من عباده.

(٣) ترجمته في: وفيات الأعيان ١/ ٣٦٢ - ٣٦٣.

(١) طبع «كتاب الآداب» في القاهرة ١٩٣٠.

(٢) الوفيات ١/ ٣٦٢.