نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[69] أبو المعالي، درويش بن محمد الطالوي

صفحة 97 - الجزء 2

  [٦٩] أبو المعالي، درويش بن محمد الطالوي الشامي، مفتي دمشق، أحد شعراء الريحانة الأفاضل المجيدين العلماء ( *).

  فاضل تتزيّن دمنة العصر بجواهره المكنونة، وتتشوّقه الليالي المتأخرة عنه، فلو لا تمايم شعره راحت وهي للشوق مجنونة، يصوغ ما تودّ الحاليات لو حل مكان العقود والشنوف، من كل بيت كالدينار حسنا، وأن تشبه لسحره بالحروف.

  وقد كفانا الفاضل شهاب الدين أحمد أفندي الخفاجي تقريضه في ريحانته الطيبة النشر وقال بعد الإسهاب كعادته، وهو من الطالوا، الذين سموا في المعالي وطالوا، وكان سافر إلى بلاد الروم، وشعره شرك العقول، ونزهة المطمئن وعقلة المستوفر، وفي شعره نفثات التشيّع لصاحبها حتى لقد شكّ الخفاجي في عقيدته، لقوله في القصيدة اليائية التي سأوردها:

  بولاء حيدرة الوصيّ ... أخي النبي الهاشميّ

  فقال الخفاجي: أما قوله: «الوصي» فهو ما ترويه الشيعة أن رسول اللّه ÷ أوصى لعلي بالخلافة يوم غدير خم⁣(⁣١)، ولكنه مخالف لعقيدة أهل السنّة، واللّه أعلم، هل كان الطالوي يعتقد مذهب الشيعة أو جرى على مذهب ممدوحه الشريف لأنه شيعي؟

  قلت: قوى ظنّي بتشيّعه مما ذكر، ولأنه من تلاميذ الشيخ بقيّة الحكماء داود بن عمر الأنطاكي⁣(⁣٢) كما ذكر هو في «السانحات»، أحد مؤلفاته، وداود قرأ مدة بعد رحلته عن بلده بجبل عامله على فضلاء الإمامية والإمامي إذا ارتفعت تقيّته لم يجز في مذهبه أن يعاشر مخالفه، كيف أن يفيده العلوم ويلوح من نفحات هذه القصيدة له بذكر الزوراء والغري الشريف ونواحيه عنبر التشيع، ولا يخفى على ذي ذوق سليم، وعساه إن شاء اللّه من الموفقين بولاية صالحي أهل


(*) ترجمته في: خلاصة الأثر ٢/ ١٤٩، تراجم الأعيان - خ -، خبايا الزوايا - خ -، ريحانة الألبا ١/ ٥٣ - ٧٧، الفهرس التمهيدي ٢٨٠، شعر الظاهرية ٢٤٩، ٣٨٧، الاعلام ط ٤/ ٢ / ٣٣٨.

(١) ريحانة الألبا ١/ ٦٥.

(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.