[85] الشيخ الأديب شعبان بن سليم بن عثمان
  [٨٥] الشيخ الأديب شعبان بن سليم بن عثمان الصنعاني المولد والنشأة، الرومي الأصل ( *).
  أحد الأدباء المجيدين المعاصرين، فاضل لو جارى القمر لأنصف، أو الفلك المحيط لرآه لإحاطته بالأدب أعرف، يقول مجاريه فضل شعبان على محرم، ولا جرم فالديباج المنسوب إلى الروم أنفس والنسيب مقدم، به بان فضل ابن الرومي على العرب، وأتى بمثل العجم من جاراه، وأما هو فجاء بمثل الرطب، فمعانيه غوالي تميس من الألفاظ في الحلل، وما هو إلّا الشمس ومن جاراه أما الجدي وأما الحمل، وله في الطب يد لا يقوى عليها بقراط، تخفق لها العلل خفقان قلب العاشق بالأقراط.
  وهو من أبناء الأجناد الرومية الذين بعثهم السلطان سليمان بن سليم خان إلى بلاد اليمن، ومنهم من لم يعد مع الوزير حيدر كما ذكرناه فيما سلف، وكان والده جنديا من أتباع الأمير السيد الجليل علي بن المؤيد باللّه أمير صنعاء، كما ذكر لي ولده المذكور، وأما هو فتكسب بالتجارة أولا والخياطة، ثم بالطب، وله مع الأدب صلاح تام وحسن عشرة، وصمت ووقار، وقد جمع شعره في سفينة من رآها بات بها صبّا، وأشبه الجلندي في أخذ كل سفينة غصبا، وقد مرّ لي في أثناء الكتاب كثيرا من شعره، وله وهو مما سار مسير نوح، وترك الحاسد بالدمع في طوفان نوح:
  يا أسرة الحب إن عز التخلص من ... أسر الغرام وذقتم في الهوى الهونا
  قيلوا بنا عند من بعنا بحبهم ... نفوسنا فعساهم أن يقيلونا(١)
(*) شعبان بن سليم بن عثمان حاشكي.
ترجمته في: نفحات العنبر - خ -، ذوب الذهب - خ -، البدر الطالع ١/ ٢٨١، نشر العرف ١/ ٧٥٢ - ٧٦٥، الاعلام ط ٤/ ٣ / ١٦٤.
(١) نشر العرف ١/ ٧٥٧.