[198] أبو المحاسن، شهاب الدين، يوسف بن الحسين
  [١٩٨] أبو المحاسن، شهاب الدين، يوسف بن الحسين بن إبراهيم الكوفي الأصل، الحلبي الدار، الشهير بالشوّا، الشاعر المشهور ( *)
  فاضل نضج قلوب المعاني الشعرية فلقّب بالشّوا، ونظم كواكب فرقدية من رام مثلها سمّي بالعوّا، تفتر عنه رياض ترتق وجنات بطياس، عن منبت الورد المعصفر نبته في كلّ ضاحية ومجرا الآس، كم تلعّب بمعاني النحاة فاستتر الكسائي بالجرمي، وودّ المبرّد لو يحمى منه. ومن له بما يحمي.
  وذكره ابن خلكان وغيره، وهو مجيد متصرف، لطيف الطبع، يدل شعره أنه كان مولعا بعلم النحو لكثرة ما تصرّف بذهبه في بيوته كقوله:
  هاتيك يا صاح ربى لعلع ... ناشدتك اللّه فعرّج معي
  وانزل بنا بين بيوت النقى ... فلم تزل آهلة المربع
  حتّى نطيل اليوم وقفا على الس ... أكن أو عطفا على الموضع(١)
  ولقد أجاد مع الرّقة والانسجام، والعادة الطبيعية اقتضت أن كل شاعر إنّما يشبّه لو يوجّه بما هو إليه أميل، وقلبه به معلّق، كما حكي أنه اجتمع بدويّ وصائغ ومعلّم وجنديّ وعاشق، فخرجوا يمشون ليلا فطلع عليهم البدر فاستحسنوه وقالوا يجب أن نشبّهه بما يحضرنا، فقال البدوي: كأنه جبنة خرجت من القالب، وقال الصائغ: كأنّه سبيكة ذهب خرجت من البويطة، وقال المعلّم:
  كأنه رغيف حواري خرج من الفرن، وقال الجندي: كأنه ترس ذهب يحمل بين يدي الملك، وقال العاشق: كأنّه حبيب طلع على حبيبه غفلة.
(*) ترجمته في: وفيات الأعيان ٧/ ٢٣١ - ٢٣٧، عقود الجمان في شعراء هذا الزمان ١٠/ ٢٣٧، ابن العديم ٩/ ١٨٨، أنباء الأمراء ١٣٣، مرآة الجنان ٤/ ٨٩، الغدير ٥/ ٤٠٩، الكنى والألقاب ١/ ١٤٩، شذرات الذهب ٥/ ١٧٨، أعيان الشيعة ٥٦ - ٥١ - ٥٢/ ٧٤، الطليعة - خ - ترجمته رقم ٣٣٧، كشف الظنون ٧٩٥ وفيه أنه توفي سنة ٦٢٨، وهذا تأريخ وفاة تاج الدين الذي ذكره ابن خلكان ضمن ترجمة الشوّاء، فالتبس الأمر على صاحب كشف الظنون، هدية العارفين ٢/ ٥٥٤، أنوار الربيع ٢/ ٢٠٤، أعلام النبلاء ٤/ ٣٩٧، هـ ٥٣٣، آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ٢١، بروكلمان، الاعلام ط ٤/ ٨ / ٢١٧.
(١) وفيات الأعيان ٧/ ٢٣٢.