نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[94] أبو محمد عبد الله بن محمد الكاتب

صفحة 312 - الجزء 2

  [٩٤] أبو محمد عبد اللّه بن محمد الكاتب الأصبهاني الشهير بابن الخازن الشاعر المشهور ( *).

  فاضل ينظم اللؤلؤ والياقوت من سجعه، وينثر النضار الخالص المطبوع بطبعه، صيرت همزيّته البوصيري في صفد، ولو سمعها عمرو بن كلثوم خرّ لاستنشاق ريحانها وسجد، وإنّما عرف بالخازن لأنه كان خازنا للصاحب أبي القاسم كافي الكفاة إسماعيل بن عبّاد، وكاتبنا له.

  وكان شاعرا مجيدا وله في الصاحب غرر القصائد ومن محاسنها اللاميّة.

  قال أبو القاسم الزعفراني: عهدي بأبي محمد بن الخازن ينشد قصيدته التي أوّلها:

  «هذا فوادك نهبا بين أهواء»

  وكان الصاحب في صدر مجلسه، فمّا أتمّها إلّا وقد زحف إلى طرف البساط طربا لما يسمع من حسنها وأوّلها:

  هذا فؤادك نهبا بين أهواء ... وذاك رأيك شورى بين آراء

  هواك بين العيون النجل منقسم ... داء لعمرك ما أبلاه من داء

  لا تستقر بأرض أو تسير إلى ... أخرى بشخص قريب عزمه ناء

  يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبال ... عذيب يوما ويوما بالخليصاء

  وتارة تنتحي نجدا وآونة ... شعب العقيق وحينا قصر تيماء

  وكم تهيم بسعدى برهة وإذا ... هويت عزّة تبغي وصل عفراء

  صبيّة الحي لم تقنع بها سكنا ... حتى هويت صبايا كل أحياء

  قالوا بغانية واصلت غانية ... فقلت حزم وودّ الماء بالماء

  ما كل مرعى كسعدان وكلّ فتى ... كمالك لا ولا ماء كصداء

  ما مثل رامة دار في الديار ولا ... مثل الرباب حبيب في الأحبّاء


(*) ترجمته في: يتيمة الدهر ٣/ ٣٢١ - ٣٣٥، معاهد التنصيص ٢/ ٢٠٦ وفيهما اسمه: «عبد اللّه بن أحمد الخازن»، أنوار الربيع ١/ ٥٧ وفيه اسمه: «عبد اللّه بن محمد بن أحمد الخازن».