[98] أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف
  قناع الشك يكشفه اليقين ... وأفضل كيدك الرأي الرّصين
  اتبعث طاهرا لقتال قوم ... بحبّهم وطاعتهم يدين
  فرجع الحسن عن إرسال طاهر وبعث هرثمة بن أعين، واللّه تعالى أعلم.
  [٩٨] أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد بن معروف القاضي البغدادي ( *).
  فاضل كمل في الشعر والشرع، وحجّ منهما إلى واد ذي نور وزرع، فهو إن قضى قدر، وإن نظم مهر.
  قال الخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد: ولي قضاء القضاة ببغداد بعد أبي بشر عمرو بن أكثم، وحدث عن يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم ابن نيروز، وأحمد بن سليمان الطوسي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجعفر بن محمّد بن المغلس، ومحمد بن حبش السراج، ويوسف بن يعقوب، وعبد اللّه بن محمد بن زياد النيسابوريين، والقاضي المحاملي، ويعقوب بن إبراهيم البزّاز، ومحمد بن نوح الجند نيسابوري، وسهل بن يحيى بن سبا الحداد، حدّثنا عنه: أبو محمد الخلال، والأزهري، والعسقي، والتنوخي، وأحمد بن علي بن التوزي، وعبد الواحد بن الحسين بن شيطاء، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وغيرهم، وكان ثقة، حدثنا علي بن المحسّن قال:
  قال لي القاضي أبو الحسن بن قاضي القضاة أبي محمد بن معروف: ولد أبي في سنة ست وثلاثمائة(١).
  قلت: وكان من أجلّاء الرجال وألبّاء الناس مع تجربة وحنكة، ومعرفة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، ضاربا في الأدب بسهم، وآخذا في علم الكلام بحظ، وكان يجمع وسامة في منظره، وظرفا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه، وعفة عن الأموال، ونهوضا بأعباء الأحكام، وهيبة في قلوب الرجال.
(*) ترجمته في:
تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٥ - ٣٦٨، النجوم الزاهرة ٤/ ١٦٢، يتيمة الدهر ٣/ ١٠٧ - ١٠٩ وفيه اسمه «عبد اللّه».
(١) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٥ - ٣٦٦.