[180] أبو المقاتل، نصر بن نصير الحلواني
  القضاة الحسن بن محمد بن النعمان قاضي أمير المؤمنين الحاكم، وبعث إليه وهو في السجن أربعة شهود فسألوه، فأقرّ بالنبي ÷ وأنه مرسل، وسئل عن عليّ فقال: لا أعرفه فأمر قائد القوّاد الحسين بن جوهر بإحضاره وخلى به ورفق به في الكلام فلم يرجع عن إنكار معرفة علي، فطولع به الحاكم فأمر بضرب عنقه وصلبه.
  وفي سنة ٣٩٥ قرئ سجلّ في الجوامع بمصر والقاهرة والجزيرة بأن تلبس النصارى واليهود الغيار والزنار، وغيارهم السواد غيار العاصين العبّاسيين، وسجلّ آخر فيه منع الناس من أكل الملوخيّة المحبّبة إلى معاوية، والجرجير المحبّب إلى عائشة، والمتوكليّة المنسوبة إلى المتوكل(١).
  وفي يوم عاشوراء سنة ٣٩٦ كان من اجتماع الناس ما جرت به العادة وأعلن بسبّ السّلف فيه، وقبض على رجل نودي عليه هذا جزاء من سبّ عائشة وزوجها ومعه من الرعاع ما لا يقع عليه حصر، وهم يسبّون السلف فلما تم النداء عليه ضربت عنقه، وصدق من قال: أهل مصر عبيد من غلب.
  * * *
  وبلبيس بفتح الباء الموحدة وإسكان اللام وكسر الموحدة وإسكان المثناة التحتية ثم سين مهملة: مدينة مشهورة بعمل مصر مما يلي الشام، وحسبنا اللّه تعالى.
  [١٨٠] أبو المقاتل، نصر بن نصير الحلواني الشاعر المشهور، شاعر الداعي أبي محمد الحسن بن زيد الحسني
  شاعر ظهر من شعره وبديهته حلوان، وبات باسمه في الشعر سلطان، أجاب شعره الداعي، وقال لمن قصر عنه الدّاعي، فهو ينهب بالإسهاب القلوب، بشعره لا بالخطارة ذات الكعوب، وخير سكانه شعره في الحسن، إذا كدّ زهير
(١) الخطط المقريزية ٣/ ٢٤٩.