نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[185] الخليفة الواثق بالله، أبو جعفر، هارون

صفحة 295 - الجزء 3

  [١٨٥] الخليفة الواثق باللّه، أبو جعفر، هارون بن أبي إسحاق المعتصم باللّه محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور ( *)

  أمن هم ذو والنسب القصير وطولهم ... باد على الكبراء والإشراف

  معشر إن افتخر الناس بالغلب، فأيّهم ما قهر وما سلب، أو بالملك الطويل، فقد ملكوا ما بين سلجماسة إلى الجيل، أو بالكرم والهبات، فمن خدّامهم آل برمك وآل الفرات، أو بالأدب والنظام، فمن ابن المعتزّ وهو الإمام، أو بالأصول والأعراق، فقد هشم لهم هاشم آناف قوم وأشداق، طالما ازدانت بهم المواكب، وأضاءت بوجههم وبوارقهم دياجي المقانب، وبالجملة فليس في الإسلام كدولتهم دولة، ولا أدرك سعادة حليل زبيدة من كانت حليلته خولة، وكان الواثق ممن تطفّلت عليه السعادة، ونال الحسنى من وصال خلافة الدنيا وزيادة، وتحلّى سيف مجده بالأدب، وما أحسن السيف المحلّى بالذهب، وذكر العلماء أنه أحسن إلى آل أبي طالب، فأكّد بصلة الرحم ما له من المناقب، وردّ لهم فدك، وما فتك في نهبها كمن فتك، وكان عالما بالأصول، داعيا إلى أنّ القرآن مخلوق من لجّ في الفضول، وكان والده المعتصم باللّه وهو المثمّن قد


(*) هارون (الواثق باللّه) ابن محمد (المعتصم باللّه) ابن هارون الرشيد العباسي، أبو جعفر: من خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد ببغداد سنة ٢٠٠ هـ، وولي الخلافة بعد وفاة أبيه (سنة ٢٢٧ هـ) فامتحن الناس في خلق القرآن. وسجن جماعة، وقتل في ذلك أحمد بن نصر الخزاعي، بيده (سنة ٢٣١) قال أحد مؤرخيه: كان في كثير من أموره يذهب مذهب المأمون، وشغل نفسه بمحنة الناس في الدين، فأفسد قلوبهم. ومات في سامرا؛ قيل: بعلّة الاستسقاء. وقال ابن دحية: كان مسرفا في حب النساء، ووصف له دواء للتقوية، فمرض منه، وعولج بالنار، فمات محترقا سنة ٢٣٢ هـ. وأورد (في النبراس) تفصيل احتراقه. وخلافته خمس سنين وتسعة (أو ستة) أيام. وكان كريما عارفا بالآداب والأنساب، طروبا يميل إلى السماع، عالما بالموسيقى، قال أبو الفرج:

«صنع الواثق مئة صوت ما فيها صوت ساقط» وكان كثير الإحسان لأهل الحرمين حتى قيل أنه «لم يوجد بالحرمين في أيامه سائل».

ترجمته في: ابن الأثير ٧: ١٠ والطبري ١١: ٢٤ واليعقوبي ٣: ٢٠٤ والأغاني ٩: ٣١٥ - ٣٤٢، أشعار أولاد الخلفاء من كتاب الأوراق ١٠١ - ١٠٤، والخميس ٢: ٣٣٧ والمرزباني ٤٨٤ والنبراس، لابن دحية ٧٣ - ٠ ومروج الذهب ٢: ٢٧٨ - ٢٨٨ وتاريخ بغداد ١٤: ١٥، الاعلام ط ٤/ ٨ / ٦٢ - ٦٣. مختصر التاريخ ١٤٢ - ١٤٤.