[156] أبو القاسم محمد بن وهيب الحميري، البصري
  حسان بن ثابت وقد عمي فوضع بين يديه خوان ليس عليه إلّا هو وعبد الرحمن ابنه، فكان يسأله أطعام يد أم طعام يدين؟ يريد بطعام يد الثريد وبطعام اليدين الشوا ولا يأكل إلّا من الثريد فلما فرغوا من الطعام ثنيت وسادة وأقبلت عزة الميلا وهي يومئذ شابة فوضع في حجرها مزهر فضربت به وتغنّت بقول حسّان:
  فلا زال قبر بين بصرى وجلّق ... عليه من الوسميّ جود ووابل
  فينبت خوذانا وعذقا منوّرا ... سأنعته من خير ما قال قائل
  وهما لحسّان في الأيهم الغساني(١). وقيل أراد قبر الحرث بن مارية، فطرب حسان وجعلت عيناه تنضحان على وجهه وعبد الرحمن يومي إليها أن تزيد فكان يشتدّ بكاؤه حتى سدر، وقال: هذا من عمل الفاسق عبد الرحمن، أما لقد كرهتم مجلسي وقام وانصرف، واللّه أعلم.
  [١٥٦] أبو القاسم محمد بن وهيب الحميري، البصري الأصل، البغدادي أحد شعراء الأغاني ( *)
  شاعر خلع على أعطاف المغاني من نسج ذهنه ديباجا، وأطلع من أنوار روضة نظمه للمستضي سراجا وهاجا، تتبختر عقائل فكرته وتتيه، فلو رام معارضتها ساحر شعر حيّره بآيته الموسوية في التيه.
  وأشار الأصفهاني في الأغاني: أن أصله من البصرة ثم انتقل إلى بغداد وله
= ١: ٥٣ وفي الإصابة، ت ٢٨٨٠ رواية أخرى في خبره مع ابن عباس: عن الشعبي، قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال: تنح يا ابن عم رسول اللّه! قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء. ومثله في صفة الصفوة ١: ٢٩٥، الاعلام ط ٤/ ٣ / ٥٧.
(١) الأيهم بن جبلة بن الحارث الغساني: أحد ملوك الشام في الجاهلية. كان في حوزته بلاد تدمر وما يليها من بادية الشمال في سورية استقام له الأمر فيها ٢٧ سنة وشهرين، توفي نحو ٢٦ ق. هـ.
ترجمته في: تاريخ سني ملوك الأرض ٨٠ وابن خلدون ٢ القسم الأول ٢٨١، الاعلام ط ٤/ ٢ / ٣٦.
(*) ترجمته في: الأغاني ١٩/ ٨٠ - ١٠٣، معاهد التنصيص ١/ ٢٢٠ - ٢٣٠، معجم الشعراء للمرزباني ٤٢٠، تأسيس الشيعة ١٩٢، الطليعة - خ - ترجمة رقم ٢٩٦، أنوار الربيع ٣/ ٢٥٠، أعيان الشيعة ٤٧/ ١٤٥ - ١٤٧، الاعلام ط ٤/ ٧ / ١٣٤.