[146] القاضي الخطيب محمد بن إبراهيم الشجري
  وصان جوهر هذا الدهر عن عرضه.
  وأنار بالزّوال كسوفه، وصرف بيد نقّاد المنيّة زبوفه(١).
  انتهت المقامة وفيها ما دلّ على علوّ طبقته في هذا الفنّ المشوم، وإنه في الحمل رفعة ولكن من أكل اللحوم. وأمّا فصاحتها فتخجل سحبان، وتنفش إذنابها كالسنانير رأت قاضي القضاة كما قال الشاعر إذا رأتها غصون البان. واللّه يغفر لنا وللمسلمين.
  [١٤٦] القاضي الخطيب محمد بن إبراهيم الشجري السحولي الصنعاني الولادة أحد الأعيان ( *)
  فاضل أينع غصن علمه من شجرة أصلها ثابت، وفرضي حكى ابنه إذا زلّت الأقدام ثابت، هصر غصن الأدب رطيبا، ولبس برد الكمال قشيبا، وتحلّى بالعلوم فزكّاها بالأدب، ودفع خطب الفصاحة إذ تقدّم في العلوّ فخطب، وصعد بحرا، وفاح كلمه زهرا، وشدا عندليبا، ولما عبق منثور لفظه لم يدر المنبر أضمّ خطيبا، كما قال ابن القيسراني، أم ضمّخ طيبا. من فتية سبقوا إلى المعارف قبل خروج البازي إلى النادي، وتمسكوا بطريقة الهدوية ولكلّ قوم هاد. وهو أجمع أهل بيته للفضائل سنة أبيه إبراهيم الذي وفّى في الأوائل، فهو شيخ كبير من رتوت صنعا، الذين أحسنوا في صيد أوابد الفوائد صنعا، يعرف العقل فهو عنده في قيد، والنقل عرفان الأجدل للصيد، وولي وظيفة الخطابة بجامع صنعاء إياما ثم تنقّلت به الحال فصار خطيبا برداع، حتى أنشبت به المنية الظفر، ولم تفده الفصاحة كما فدى عمرو بمن شئت من البشر، وشعره يبطل قول من يقول يحط شعر العلماء.
(١) ريحانة الألبا ٢/ ٢٨٤ - ٢٨٩.
(*) محمد بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن صلاح السحولي الشجري الصنعاني الرداعي.
ترجمته في: البدر الطالع ٢/ ٩٦، مطلع البدور - خ -، ترويح المشوق لأحمد بن الحسن حميد الدين، الطبقات لإبراهيم بن القاسم بن المؤيد، مراجع تأريخ اليمن ٣٠، مجلة المورد البغدادية ٣/ ٢ / ٢٨٦، نشر العرف ٢/ ٤٣٣ - ٤٤٣، الاعلام ط ٤/ ٥ / ٣٠٤.