[173] أبو حسان المقلد بن المسيب بن رافع بن
  قاضي مصر أبو الطاهر محمد بن أحمد والأعيان وجلس لهم عند المنارة وخاطبهم بخطاب طويل وأخبرهم أنه لم يرد مصر لمال ولا لزيادة في ملكه وإنّما أراد إقامة الحق والجهاد والحجّ وأن يختم عمره بالأعمال الصالحة ويعمل ما أمر به جدّه ÷ ووعظهم وأطال حتى أبكاهم، وخلع على القاضي وعلى بعض من معه ثم تقدّم.
  وبالجملة فسيرة المعزّ سيرة ينبغي أن يعمل بها من أراد الكمال.
  [١٧٣] أبو حسّان المقلّد بن المسيّب بن رافع بن المقلّد بن جعفر بن عمر بن المهنّا بن عبد الرحمن بن يزيد(١) - بالتصغير - بن عبد اللّه بن زيد بن قيس(٢) الهوازني العقيلي ( *)
  ملك قطع ببأسه أطماع العداة، فلقّب حسام الدولة، ولم يبق جوده وشجاعته للغمام منّه، ولا للبرق صولة، وكم زيّن بعدله الموصل فاستقام عطفها لكلّ عاشق وهي الحدبا، وأصبح الكرم نازلا بها من نوء راحته لازما ساحته صبّا، وله أدب يقول لابن العميد مت بداء أبيك، ويقسم المتنبّي بعد الإسلام على يديه أنه في المعجز بغير شريك، وكان عين الملوك وإن كان بفرد عين، وعين الشمس واحدة طمست عيني الفرقدين.
  وقال ابن خلكان: أنّه تولى بلاد الموصل بعد موت أخيه أبي الدوّاد محمد، ومحمد أوّل من ملك الموصل بالسّيف، وتزوج بهاء الدولة أبو نصر بن بويه الديلمي ابنته وهادنه، واتسعت مملكته فغلب على سقي الفرات، ولقّبه القادر
(١) في الوفيات «بريد».
(٢) تكملة النسب: «قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن».
(*) ترجمته في:
وفيات الأعيان ٥/ ٢٦٠ - ٢٦٩، أخباره في تاريخ ابن الأثير ٩/ ٤٣ - ٥٧، النجوم الزاهرة ٤/ ٢٠٣، العبر للذهبي ٣/ ٥١، شذرات الذهب ٣/ ١٣٨، منية الأدباء في تأريخ الموصل الحدباء ٤٦ - ٤٧، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٢٨٣.