[100] الشيخ الصالح عبد الهادي بن محمد السودي
  الوزير مؤيد الدين قد خرج إلى هولاكو وقرّر الصلح بين الخليفة وبينهم أنه يواجهه ويزوّج هولاكو ابنته بابن الخليفة ويخطب له كعادة ضعفة الخلفاء مع آل بويه والسلجوقية فخرج الخليفة ومعه ولده والأعيان والقضاة والشهود لشهود العقد فضربت أعناق الجميع وأدخل الخليفة وولده غرارتين ورفسا حتى ماتا، ودخلت التتار بغداد فاستباحوها أربعين يوما، والذي أمكن حصره من القتلى في بغداد ألف ألف وثمانمائة ألف، وسلم الوزير وسلمت الحلة المزيدية لحرمة الشيخ العلامة يوسف بن المطهر الحلّي الأمامي فإن هولاكو احترمه.
  وذكر الذهبي: أن الوزير خدع الخليفة لحنق كان في نفسه على السنيّة فأراد أن يقتلهم التتار ويشفي غليله، وهذا بعيد فإن كماله وحرمة مخدومه تمنعه، وقد قتلت الشيعة والسنية جميعا ولكن هولاكو غدر.
  * * *
  والأنبار أحد مدائن كسرى وهي كجمع نبر، بكسر النون الموحدة: وهو الموضع الذي تدفن فيه الحبوب، وكانت الأكاسرة تخزن فيه الحبوب، واللّه أعلم.
  [١٠٠] الشيخ الصّالح عبد الهادي بن محمد السّودي الصنعاني الصوفي ( *).
  فاضل جنح عن الخيال، وما اغترّ من أمّ ذفر بالضلال والضلال، وجعل الفقر إلى الواحد الغني رفيقه، وفريق العارفين بالحقائق فريقه، هام وجدا وتزهد، وعاد كما خرج إلى الدنيا فقيرا والعود أحمد.
  وكان أول أمره بصنعاء وبها تخرج وقرأ العلوم.
  وكان فقيها محققا في علوم الزيدية، ثم لحقته جذبة الصوفية فخرج هائما من صنعاء ونزل إلى مدينة تعز.
  وذكر الإمام شرف الدين - لأنه كان في أيّامه - وقال: إنّما حصل له الهيام
(*) ترجمته في: خبايا الزوايا - خ -، ريحانة الألبا ١/ ٤٦٠ - ٤٦١، البدر الطالع ١/ ٤٠٨.