[106] أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد
  وقال إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي الشهير بنفطويه دخلت على ابن الرومي وهو يجود بنفسه. فقلت له ما حالك فقال:
  غلط الطبيب عليّ غلطة مورد ... عجزت موارده عن الإصدار
  والناس يلحون الطبيب وإنما ... خطأ الطبيب إصابة المقدار(١)
  وقال أبو عثمان الناجم: دخلت على ابن الرومي أعوده وهو يجود بنفسه فلما قمت من عنده قال في تلك الحال:
  أبا عثمان أنت حميد قومك ... وجودك للعشيرة دون لومك
  تزوّد من أخيك فما أراه ... يراك ولا تراه بعد يومك(٢)
  فلما غلقت الباب خارجا سمعت الصراخ عليه. واللّه تعالى أعلم.
  [١٠٦] أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي الأصبهاني الأصل، البغدادي، الكاتب، صاحب كتاب الأغاني ( *).
  فاضل علمه محيط ما وجد له ثان، قد جمع الأدب له من طرق هو نزهة الخليع ونفس ذات عفاف، فكتبه سلوة المهموم، وعلى أغانيه خوافق القلوب تحوم، وله شعر يستعير من النسيم اللطف، ويعلم من عكف عليه أنه جامع الظرف، وأخذ عنه كثير من العلماء يطول عددهم، وكان بحرا في أخبار الناس وأيام العرب وأنسابهم وأحوال الشعراء الجاهليين والمخضرمين والمولدين.
(١) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦١.
(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦١.
(*) ترجمته في: يتيمة الدهر ٣/ ١٠٩ - ١١٣، وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٧ - ٣٠٩، نشوار المحاضرة، الفهرست للنديم ١١٥، تاريخ بغداد ١١/ ٣٩٨، تاريخ أصبهان ٢/ ١١، المنتظم ٧/ ٤٠، معجم الأدباء ١٣/ ٩٤، إنباه الرواة ٢/ ٢٥١، ميزان الاعتدال ٣/ ١٢٣، لسان الميزان ٤/ ٢٢١، ابن الأثير ٨/ ٥٨١، النجوم الزاهرة ٤/ ١٥، العبر للذهبي ٢/ ٣٠٥، شذرات الذهب ٣/ ١٩.