[47] الوزير أبو محمد، الحسن بن هارون بن
  «فساروا إلى أهل كلهم في طاعتي فشقّوا كلمتهم، وقتلوا أخا ربيعة في طائفة من عبد القيس عبدوا اللّه حتى كانت جباههم كثفن العيس، فو اللّه لو لم يقتلوا منهم إلّا رجلا واحدا مستحلين لقتله لحل لي بذلك قتل الجيش كله، وقيل: إن الذي قطعت ساقه في تلك الحرب هو حكيم بن جبلة العبدي.
  وكان أبو الجارود الهمداني ممن خرج مع الإمام زيد بن علي بالكوفة أيام هشام.
  والهبل، بفتح الهاء والباء الموحدة ثم لام: لقب لبيت كبير من خولان.
  وقلعة كوكب، التي أشرت إليها عند ذكر القاضي الفاضل: من قلاع ساحل الشام، ولما فتحها السلطان صلاح الدين بن أيوب، وكانت بيد الإفرنج كتب الفاضل رسالة إلى مصر أجاد فيها، ومنها:
  «وأما قلعة كوكب فإنها عقاب في عقاب، ونجم في سحاب، وهامة لها الغمامة عمامة، وأنملة إذا خضبها الأصيل كان الهلال لها قلامة».
  وهذا من عجائب الفصاحة. واللّه أعلم.
  [٤٧] الوزير أبو محمد، الحسن بن هارون بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي(١).
  فاضل نظم ونثر، وأحيى المجد قائلا لا وزر، وعدل في الوعيد وغيره تعاطى فعقر، وله شذرات لؤلؤية، ومطالع كوكبية، وكان جميل الدهر يجني عليه، ثم كشف اللثام وجادله بعد أوار غرامه بنمير الكرام.
  وكان وزير معز الدولة ومن لم يسمع في سياسة ملكه إلّا قوله وقصّته في خصاصته قبل الوزارة، وتمنيّه الحمام مشهورة فذكرها مما لا يرتضيه اليراع، إذ قد كفاه الشياع.
(١) ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ١٢٤ - ١٢٧، يتيمة الدهر ٢/ ٢٢٣ - ٢٤٠، المنتظم ٧/ ٩، فوات الوفيات ١/ ٢٥٦ - ٢٦٠، شذرات الذهب ٣/ ٩، معجم الأدباء ٩/ ١١٨.