وذكر أنه لما اعتقل لسانه كان يشير إليهم بيده إلى حلقه وإلى السجن، يريد إنهم يذبحون عمرو بن الليث الصفار أخا يعقوب الخارج بسجستان وبلاد خراسان، وكان إسماعيل بن نوح الساماني أسره بناحية بلخ وهو في خمسين ألف فارس، وحمله إلى بغداد فحبس بها.

  وأراد المعتضد قتله فلم يقدر له⁣^(⁣١).

  * * *

  وسجستان، بضم السين المهملة والجيم وإسكان المهملة بعدها وبعد التاء المثناة من فوق ألف ونون: ولاية كبيرة مجاورة لخراسان وبلاد السند، ومنها بست وقصبتها زرنج وهي في الإقليم الثالث.

  وأما بلخ: فهي إحدى كراسي مملكة خراسان.

  [١٩] أبو العلاء، أحمد بن عبد اللّه بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد التنوخي المعري، اللغوي، الشاعر المشهور⁣^(⁣٢).

  أحد المشاهير الفحول العلماء الزهّاد، يتعثّر القلم عند عدّ مناقبه حياء وخجله، ويتمايل القرطاس فخرا به ويظهر دلّه، فهو إن عدّ الشعراء السابق، أو أئمة اللغة فما له لاحق، أو الزهّاد فهو البحر ذوو النون، أو مخاطبة الأفلاك ورصد الكواكب فهو أفلاطون، وما أحقّه بقوله:

  وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل

(١) مروج الذهب ٤/ ٢٧٤.

(٢) ترجمته في وفيات الأعيان ١/ ١١٣ - ١١٦، الوافي بالوفيات - طبعة المستشرقين ٧/ ٩٤ - ١١١، معجم الأدباء ٣/ ١٠٧ - ٢١٨، ابن الوردي ١/ ٣٥٧، فهرست ابن خليفة ٣٤٣، أعلام النبلاء ٤/ ٧٧، ١٨٠، ٣٧٨، لسان الميزان ١/ ٢٠٣، إنباه الرواة ١/ ٤٦، تتمة اليتيمة ٩، مجلة المقتطف ٨/ ٨٩٧، ٢٩/ ١٥٧، دائرة المعارف الإسلامية، نيكلسن ١/ ٣٧٩، معظم ما كتب عن أبي العلاء في المصادر القديمة قد جمع في كتاب باسم (تعريف القدماء بأبي العلاء) ط دار الكتب المصرية ١٩٤٤ م، الاعلام ط ٤/ ١ / ١٥٧، الغدير ٤/ ٣٠٢ - ٣٠٣.

طبع ديوانه وشروحه عدة طبعات، وقد اعتمدنا ديوانيه: (لزوم ما لا يلزم / اللزوميات) جزءان ط دار صادر - بيروت ١٣٨١ هـ / ١٩٦١ م، و (سقط الزند) ط مكتبة الحياة - بيروت [دت].