نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[111] الشريف أبو الحسن علي بن الإمام أبي محمد

صفحة 403 - الجزء 2

  [١١١] الشريف أبو الحسن علي بن الإمام أبي محمّد الناصر لدين اللّه الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الديلمي، الأديب الشاعر المشهور.

  فاضل خلع على الأدب بفكرته خلعة لؤلؤية، وتجانست كلمته وكلماته فهي علوّية وعلويّه، وأتى بالجوهر الفرد وهو نظام، واستعبده فصار جوهره غلام.

  وكان أشعر أولاد الناصر وأظرفهم، وهو مكثر مجيد طويل النفس، وقد ذكره الثعالبي وغيره وأثنوا عليه، وكان على مذهب الإمامية وعذله والده الناصر فلم يرجع إلى مذهبه، وقد تتبعت ذكره فلم يقع لي سوى هذه القصيدة يرثى بها محمد بن زيد العلوي الملقب بالداعي الصغير⁣(⁣١) أخا الحسن بن زيد الملقب بالداعي الكبير، وكان قتل في وقعة بينه وبين إسماعيل بن نوح بن منصور الساماني على باب جرجان، وحمل رأسه إلى بخارى، فقال أبو الحسن:

  نأت دار ليلى بسكّانها ... وأوحش معهد جيرانها

  وعاقك عن وصلها عائق ... يرد النفوس بأشجانها

  وقد كان موعدنا بالوصال ... إحدى مواعيد إحسانها

  وعهدي بها وهي تقتادنا ... بألحاظ أعين غزلانها

  معاهد تجمع بين المزور ... والزور عامر بنيانها

  كأن الربوع تباهى بها ... بحمرانها وبصفرانها

  تسقّى سحائب من صيّب ... بقطقطها وبهتانها

  نسيم الصّبا روّعت موهنا ... من النور نوار خوذانها


(١) محمد بن زيد بن إسماعيل بن الحسن، العلوي الحسني: صاحب طبرستان والديلم. ولي الإمرة بعد وفاة أخيه الحسن بن زيد (سنة ٢٧٠ هـ) وكانت في أيامه حروب وفتن، وطالت مدته. وكان شجاعا، فاضلا في أخلاقه، عارفا بالأدب والشعر والتاريخ. أصابته جراحات في واقعة له مع «محمد بن هارون» من أشياع إسماعيل الساماني، على باب جرجان فمات من تأثيرها سنة ٢٨٧ هـ.

ترجمته في: ابن الأثير ٧: ١٦٦ والطبري ١١: ٣٧٠ وما قبلها. والوافي بالوفيات ٣: ٨١، الاعلام ط ٤/ ٦ / ١٣٢.