نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[82] الفقيه أبو محمد، سعيد بن محمد السمحي

صفحة 210 - الجزء 2

  والموصل، بفتح الميم وإسكان الواو وكسر الصاد المهملة وبعدها لام:

  مدينة مشهورة، وهي كرسي مملكة الجزيرة الفراتية.

  [٨٢] الفقيه أبو محمد، سعيد بن محمد السمحي الصنعاني الشاعر المشهور ( *).

  أحد العصريين المحسنين، فاضل أحيى ذكرى حبيب ومعجز أحمد، وحسدت قلائد فكرته الكواكب فحققنا أنه المتنبي وشعره محتد، أشبه شعره وحاشاه من السقم العيون، ولم تكن له حواجب عن جوب سهل البلاد والحزون، لانت له صعاب القوافي كما يريد، ودنا له عقد الجوزا فتصرّف فيه لأنه سعيد، ونشا بصنعا وأتقن الأدب وأجاد نظم الشعر، وشعره قويّ المباني، يذهب فيه مذهب أبي تمّام، ويتشبّه به وانفرد من بين شعراء الزمان بمعرفة اللغة فاستعملها في شعره كعادة الفصحاء وسبكها في قالب حسن كابن نباتة السعدي، وسبط ابن التعاويذي، وأبي الحسين الحيص بيص، وابن الرومي وجميع العراقيين وقبلهم الطائيين حبيب والوليد، وشعراء المغاربة كابن هانيء وابن خفاجة وابن الحداد وابن زيدون وابن بقّي، بل لا ينبغي للشاعر الفصيح استعمال المبتذل إلّا مضطرا في المقاطيع مع قصد البديع، ولا يعبأ بعدم فهم العامّة معانيها، فإنه ينبغي سترها عمّن لم يبحث في أصول الأدب.

  وكتب كثيرا من نسخ ديوان أبي تمّام، وله ديوان شعر، قال لي: إنه ذهب منه هذه الأيام مع ثياب سرقت معه أيضا، وقد أوقفني عليه ولم يقدر لي أن أنقل منه إلّا ما ذكر الآن، وله مع هذا الأدب نسك وصلاح، ومن شعره بسبب ظاهر:

  لقد حرم الشعر الحلال إمامنا ... ولكنه ما حرّم الجود والبرّا

  هو الشمس إشراقا علينا وبهجة ... فغير عجيب أن يطمس الشعرا


(*) ترجمته في:

ذوب الذهب، ملحق البدر الطالع ٨٢، نشر العرف ١/ ٧٣٧ - ٧٤٢ وفيه عن طيب السمر إن اسمه «سعيد بن صالح السمحي» وقال إن هذا هو الأصح.