بل الفاتح معناه داود المذكور لأنه كان في أول الدولة قبل أبي نؤاس بدهر، واللّه أعلم.

  [٦٨] الأمير، أبو الأغرّ، دبيس بن سيف الدولة أبي الحسن صدقة بن منصور ابن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي الناشري، نور الدين، ملك العرب، صاحب الحلّة المزيدية ( *).

  ملك استعبد مما استبعد بمراضيه الرقيقة، وسلك في المعالي مجازا نال به الفخر حقيقة، ونظمه إلّا بالقناة قليل، وإنما تهبّ في الربيع الريح البليل.

  وذكره شمس الدين بن خلكان، وقال: كان جوادا كريما عارفا بالآداب، وتمكّن في خلافة المسترشد واستولى على كثير من بلاد العراق. وهو من بيت كبير.

  وإليه أشار أبو محمد الحريري بقوله في المقامة التاسعة والثلاثين:

  والأسدي دبيس لأنه كان معاصره وأراد التقرّب إليه بذكره لجلالة قدره.

  قال: وله نظم حسن، ونسب له العماد الكاتب في الخريدة، وابن المستوفي في تأريخ إربل الأبيات اللاميّة التي منها:

  أسلمني حبّ سليمى بكم ... إلى هوى أيسره القتل

  ونسبها أبو الحسن بن بسّام في «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» إلى أبي الحسن بن رشيق القيرواني.

  قال: وذكره أبو البركات بن المستوفي في تأريخ أربل: أن بدران بن صدقة أخا دبيس كتب إلى أخيه دبيس وهو نازح منه:

  ألا قل لمنصور وقل لمسيّب ... وقل لدبيس إنني لغريب

(*) ترجمته في:

النجوم الزاهرة ٥/ ٢٥٦، شرح مقامات الحريري ٢/ ٢١٨، وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٣ - ٢٦٥، تاريخ إربل، دول الاسلام للذهبي دائرة معارف البستاني / ٧، ابن خلدون ٤/ ٢٨٥، الكامل لابن الأثير، تواريخ آل سلجوق ١٧٨، شعراء الحلة ٢/ ٣٥١، خريدة القصر، الذخيرة.