[149] الشيخ محمد بن علي الحر الشامي العاملي
  ووجّهوه إلى القبلة وقعدوا يقرأون القرآن حوله، واتفق أن مسكينا جاء إلى بابه فأعطته زوجة الفقيه حبّا في طبق ثمّ بعد ما مضى السائل أفاق الفقيه وطلب مأكولا وكلّمهم، وقال: بينما أنا في شدّة لا أعقل إذ دخل عليّ من هذا الباب شخص كالجزّار مشمّر عن ساقيه وذراعيه وبيده سكين عظيمة فأخرج من نطاقه مسنا وجعل يسنّ السكين، ثم تقدم إليّ ليذبحني وقعد على صدري وأنا شاخص إليه، وله هيبة ومنظر موحش، فبينما هو في تقوية الذبح إذا انفلق السقف ونزل منه شخصان أبيضان في غاية الوسامة وطيب الرائحة وبيد أحدهما طبق فيه حبّ، فكفاه عن قتلي وسارّاه بشيء وأشار إلى الطبق وفهمت منهما أن اللّه زاد في عمري ببركة الصدقة، فردّ السّكين وقالا له: إذهب إلى فلان جار لي ثم صعد إلى السقف الذي نزلا منه، وخرج ذلك الشخص، وأفقت فسمعت الصراخ في دار جار لي.
  وهذه القصة من غرائب المنقولات، وعاد القاضي بعد لبثه أياما بذمار إلى شبام، وهو اليوم بها وقد شاب وهو يكره الشيب فمن ذكره أو قال له قد شبت لم يعجبه، وله فضائل وأخبار وبالجملة فهو زينة سماء كوكبان أسعد اللّه جدّه وعمّه بالحسنى. ثم ورد الخبر إلى صنعاء بوفاته بشبام بعد مرض طويل وذلك سنة خمس عشرة ومائة وألف ¦.
  [١٤٩] الشيخ محمد بن علي الحرّ الشامي العاملي الأصل الأصفهاني النشأة ( *)
  فاضل تعنو له المعاني حسرى، ملكها وهي الرقيقة وكذا من كان في تخت كسرى، وله شعر كالنسيم، قليل الوجود وخير الجوهر اليتيم.
(*) الشيخ محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي بن عبد السلام بن عبد المطلب بن علي ابن عبد الرسول بن جعفر بن عبد اللّه بن مرتضى بن صدر الدين بن نور الدين بن صادق بن حجازي بن عبد الواحد بن الميرزا شمس الدين بن الميرزا حبيب اللّه بن علي بن معصوم بن موسى بن جعفر بن حسن بن فخر الدين بن عبد السلام بن حسين بن نور الدين بن محمد بن علي ابن يوسف بن المرتضى بن حجازي بن محمد بن باكير بن الحر يزيد بن يربوع الرياحي.
ترجمته في: سلافة العصر ٣٦٨ - ٣٦٩، أمل الآمل ١/ ١٧٠ - ١٧٣، الطليعة - خ - ترجمة رقم ٢٨٥.