[54] السيد الحسن بن عبد الله بن مهدي بن
  برسول اللّه ÷ في قوله: «ما أوذي نبي كما أوذيت» وقد علمتم ما جرى على عترته، وأهل بيته وشيعته، والحال ما حال، والأمر ما زال، وللّه الحمد في الآخرة والأولى، إذ نحن مظلومون لا ظالمون، ومغصوبون لا غاصبون، فإذا {جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً}(١)، وقد علمتم ظاهر حالنا، وكيفية رجالنا وما يتمنونه من الفوت، ويتقربون به إلى حياض الموت، قل: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}(٢).
  وفي أمثال العامة السائرة: أو للبط تهدّد بالشط؟ فاستعد للبلا جلبابا، وتدرّع للرزايا أثوابا، فلأظهرن عليك منك، ولأفتنّنهم فيك عنك، فتكون كالباحث عن حتفه بظلفه، والجادع مارن أنفه بكفه، وما ذلك على اللّه بعزيز.
  فإذا قرأت كتابنا هذا فكن لأمرنا بالمرصاد، ومن حالك على اقتصاد، وأقرأ أول النحل وآخر صاد(٣)، ولتعلمنّ نبأه بعد حين.
  قلت: ما أظن نور الدين بعد هذه الرسالة لا يصيبه داء السكتة، ويظلم ويرى أبلغ الجواب صمته، ورب قول أنفذ من صول، واللّه أعلم(٤).
  [٥٤] السيد الحسن بن عبد اللّه بن مهدي بن القاسم بن مهدي بن عبد اللّه الحسني ثم الحمزي الصنعاني المولد والمنشأ، الكبسي(٥).
  سيّد رقى بأدبه كما رقى بنسبه، ينظم من لألئ الشعر اليتيم ما لو حكوه من
(١) سورة الإسراء: الآية ٨١.
(٢) سورة الجمعة: الآيتين ٦ - ٧.
(٣) وفيات الأعيان ٥/ ١٨٦ - ١٨٧.
(٤) في هامش نسخة ب: «مولد الإمام المنصور باللّه الحسن بن بدر الدين سنة ست وتسعين وخمسمائة هجرية، ودعوته سنة سبع وخمسين وستمائة، ووفاته في مدينة زعافة من بلاد صعدة في شهر محرم سنة سبعين وستمائة».
(٥) ينتهي نسبه إلى يحيى بن أحمد بن الحسين بن الناصر بن علي بن المعتق بن الهيجان بن القاسم بن يحيى بن الإمام حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد اللّه بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط @.
ترجمته في: نفحات العنبر - خ -، نشر العرف ١/ ٤٩٠ - ٤٩٣، البدر الطالع ١/ ٢٢٠.