[6] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني
  من أهل البيت الطاهرين(١).
  * * *
  ونسبته إلى الصنوبر: ثمر شجر من خوّاص الشام والجزيرة، مزاجها حار في الثانية، رطب في الأولى، يولد دما صالحا، وينفع السوداوي والبلغمي بالحرارة، وينفع الصدر المبرود، ويزيد في الماء والشهوة الجماعية، وله صمغ مزاجه كمزاج التمر أو هو يابس وهو الساست ومنفعته مشهورة في كتب اليونان.
  والرقّي، بفتح الراء وتشديد القاف ثم ياء النسبة نسبة إلى الرّقة، مدينة مشهورة بشط الفرات، واسمها الرائقة، وعرفت بالرقة الجديدة، عمّرها هارون الرشيد. وأما الأولى فهي الرقّة القديمة، ويطلق الاثنتين الرقّتان، وهما من الجزيرة الفراتية. وهي بيضاء التربة، جيّدة الماء والهواء، وكان الرشيد كثيرا ما يصيّف بها لطيبها، ومن مدن الجزيرة نصيبين والرها وحرّان، وبها هيكل الصائبة وإليه يحجّون، ورأس العين وسروج وغير ذلك وهي من الإقليم الرابع. وحسبنا اللّه تعالى.
  [٦] أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني، بديع الزمان، وفرد الأوان، الشاعر المشهور، صاحب المقامات(٢).
  فاضل يجب الحج إلى مقاماته بشرع الأدب، والسعي إلى طواف بيت له نظم وكتب، ورمى كل شيطان حسد صفاء قريحته بالجمار، والوقوف على جبل علمه الذي أظهر لركبان الفضائل الشعار، وتعويذ نظمه كلما زمزم به الحادي والشادي، بالحجر الأسود والحجر من أعين الأعادي.
  وكان أبو الفضل شاعرا مجيدا، وناثرا فريدا، وله الرسائل المدوّنة
(١) في هامش نسخة ج: «موت الصنوبري سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ٣٣٤ ه».
(٢) ترجمته في: يتيمة الدهر ٤/ ٢٥٦ - ٣٠١، معجم الأدباء ٢/ ١٦١ - ٢٠٢، وفيات الأعيان ١/ ١٢٧ - ١٢٩، معاهد التنصيص ٣/ ١١٣، النويري ٣/ ١١٠، دائرة المعارف الإسلامية ٣/ ٤٧١، أعيان الشيعة ٨/ ٣٠٦ - ٣٥٥، الكنى والألقاب ٢/ ٦٧، الوافي بالوفيات ط المستشرقين ٦/ ٣٥٥ - ٣٥٨، الذريعة ٩/ ١٣١، أمل الآمل ٢/ ١٣ - ١٤، الطليعة / ترجمة رقم ١١، الإعلام ط ٤/ ١ / ١١٥ - ١١٦، أنوار الربيع ١ / هـ ١٤١، الأنساب للسمعاني، زهر الآداب، أدب الطف ٢/ ١٩٩.