[33] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر
  والأترج: مزاجه مركب القوى، فحماضه بارد في الثانية، يابس فيها، صالح لمن عليه الدم، وبه يحل اللؤلؤ، ولحمه بارد رطب منفح، عسر الهضم، يولّد القولنج الأيلا ومرسى(١) وقشره، وورق شجره حار يابس في الثانية، ترياقي مفرح يدخل في أدوية القلب ويحمي عنه.
  [٣٣] أبو الوليد، أشجع بن عمرو السلمي، الشاعر المشهور(٣).
  فاضل صيّر الشعر أنملا، وولى شهب الشعر فصيّر الشعراء كالسماك عزّ لا، وعظّمه الأدباء أجمع، وخافته القوافي فلانت له لأنه أشجع.
  وقال أبو الفرج الأصبهاني: أنه من ولد الشّريد بن مطرود، ولد باليمامة ونشأ بها وخرج إلى العراق فدخل بغداد في خلافة الرشيد ومدحه ومدح البرامكة وأمثالهم، وكان من فحول الشعراء العامية وشعره عذب المذاق، جار إلى القلوب جري العتاق(٢).
  وحدّث أشجع قال: حضرت مجلس الرشيد بالرقة في سبعة من الشعراء كنت أحدثهم سنّا، وأرثّهم حالا، فما بلغت نوبتي في الأنشاد حتى كادت الصلاة أن تجب فخفت أن ابتدئ بالتشبيب فيقطعه عني وجوب الصلاة، وكان أول قصيدتي:
  تذكّر عهد البيض وهو لها ترب ... وأيّام يصبي الغانيات ولا يصبو
  فتركته وجئت بالمديح فقلت:
  إلى ملك يستغرق المال جوده ... مكارمه نثر ومعروفه سكب
  وما زال هارون الرّضا بن محمّد ... له من مياه النّصر مشربها العذب
(١) كذا في الأصل.
(٣) له ديوان شعر جمعه وحققه د. خليل بنيان الحسون، طبع ببيروت سنة ١٤٠١ هـ / ١٩٨١ م.
ترجمته في: الأغاني ١٨/ ٢١٨ - ٢٦١، كتاب الأوراق / أخبار الشعراء المحدثين ٧٤ - ١٣٧، مقاتل الطالبيين ٥٦٨ - ٥٧٠، معاهد التنصيص ٢/ ١٣٣، معالم العلماء، تاريخ دمشق، الشعر والشعراء ٧٥٨، طبقات ابن المعتز ٢٥١، تاريخ بغداد ٧/ ٤٥، أنوار الربيع ٢/ ١٠٠، الطليعة / ترجمته رقم ٢٧، أعيان الشيعة ١٢/ ٣٤٦ - ٣٩٩، خزانة الأدب للبغدادي ١/ ٢٩٦.
(٢) الأغاني ١٨/ ٢١٩.