نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[191] أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي

صفحة 350 - الجزء 3

  الذمم المحكّمة، ويريحه من قيود الصحبة المتقدمة، وما كفّارات الأيمان التي أصمت عين الصدق، وأعمت بصر الحق، وجدعت أنف الودّ، وأحرجت صدر المجد، وأكدرت نفس الوفاء، وفتّت من عضد الكرم، وزلت بها قدم الثناء.

  وهل من توبة تعلمونها لهذا الصاحب الذي عادى فيه الأقربين، ووالى فيه الأبعدين، واستبدل من أهل المودّة البغض، ومن برّهم العقوق، ومن نصرهم الخذلان، ومن حلاوة الأمن مرارة الخوف.

  اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ برّ، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنّة، والنجاة من النار.

  اللهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أول النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أوّل المنيبين، وإن يكن الاستغفار حطّة للذنوب فأنا لك من المستغفرين⁣(⁣١).

  قلت: أما صاحبه المشكو منه فإنه قتل الوفاء بغير سكين، ولا توبة لقاتل.

  وللسيّد المذكور ملح في كل فن.

  وقد أوردنا ما فيه كفاية، وهو منسوب إلى حبور البلد التي مضى تعريفها.

  [١٩١] أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي القاسم هبة اللّه بن علي بن فرغلي بن زيادة الشيباني البغدادي الكاتب المشهور ( *)

  فاضل أغنت كتابته عن الكتائب، وشعره انسجاما وحلاوة عن الرباب والربايب، فاز بفضله ومعتقده فوزا، واستهلّ الناس هلال براعته الذي حيّر الجوزا.


(١) نشر العرف ٢/ ٨١٣ - ٨١٤.

(*) ترجمته في:

وفيات الأعيان ٦/ ٢٤٤ - ٢٤٩، وفيه «ابن زبادة»، معجم الأدباء ٢٠/ ١٦ - ١٨، مرآة الجنان ٣/ ٤٧٧، العبر للذهبي ٤/ ٢٨٤، شذرات الذهب ٤/ ٣١٨، البداية والنهاية ١٣/ ١٧، سير النبلاء، الاعلام لابن قاضي شهبة - خ - هدية العارفين ٢/ ٥٢٢، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٤٧ - ١٤٨.