[154] السيد بدر الدين محمد بن عبد الله بن
  [١٥٤] السيّد بدر الدين محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن الإمام المنصور باللّه القاسم بن محمد الحسني ( *)
  أحد أعيان آل المنصور باللّه وعلمائهم المشاهير، عالم يهزم كتيبة النعمان، ويقحم مالك الفقه إذا ناظره بسنان بيان، غدا وحيدا وهو لأهل الأربعة المذاهب خامس، ولو أنهم أدركوه لما كان جميعهم إلّا منه القابس، وفاضل لم يتخلّق بالفضول، ولم يعرف عنه علم الأصول، ولا ما ذكر فيه حلف الفضول، لا يلتقيه النقاد إلّا وهو بالخشوع راكع، وبالجملة فقد أصبحت المعارف وقفا عليه وهو المعظم الجامع، وشاعر صحب معجز القريض وسواه تابعيّ، يزين فضائل علمه الشعر ولا يزري به كالشافعي، قد جمع له الكمال، وكاد يحسده لمّا ابتلى بنقصه الهلال:
  وليس للّه بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد
  وولد بمدينة ذمار، وبها نشأ وقرأ وما ارتضاها للقرار، وكان أهلها المشتهرون بعلم الفروع، فسلبهم هذا السامي الأصول حتى كان إليه منهم الرجوع، فارتحل إلى صنعاء فأفاد، وعادت بأساس تحقيقه ذات العماد، وهو كثير الضبط لأوابد الفوائد، إذا أهمل شاردات الفوائد ربّ صائد، وكتب إليّ مباديا في العشر الآخر من شعبان سنة إحدى عشرة ومائة وألف وقد وقف على كراسات من هذا المؤلف:
  قد أتتنا شذورك الذهبيّه ... والسموط النفيسة اللؤلؤيّه
  بمعان أرقّ من قلب صبّ ... سحرته اللواحظ البابليّه
  تدخل الأذن يا ضياء بلا إذ ... ن فلله الفكرة الألمعيّه
  هي أحلى من ساعة الوصل عندي ... بعد هجر ونيلي الأمنيّه
  فتنزّهت إذ أتت في رياض ... وزهور نديّة ندّيه
(*) تتمة نسبه في الترجمة رقم ١٣.
ترجمته في: طيب السمر - خ -، نفحات العنبر - خ -، البدر الطالع ٢/ ١٩٠، نشر العرف ٢/ ٦٧٤ - ٦٨١.