[مقدمة المؤلف]
  
[مقدمة المؤلف]
  رب يسّر وأعن يا كريم
  الحمد للّه الذي أشعر شيعة الحق بالأدب من أتّباع كتابه المنظوم، وجعلهم عصابة قافية لحبيبه الذي خصّه بالشعراء والقصص في سفر مرقوم، حمد مغترف من بحر فضله المديد البسيط، معترف بإحاطته بالضمير، واللّه على كل شيء محيط، والصلاة المنسجمة والسلام المطابق على أفصح قائل، وأصدق ناطق، أبي القاسم المبعوث إلى الأمة القائل: «إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة»(١) وآله الذين انتظم بهم وبه بيت المجد فما أقوى، وحاكت خلائقهم النسيم، وأحلامهم رضوى، وما انتشى البان من نسمة السحر فماد، وما رقى خطيب الأغصان، فتصفح أوراقه وحرّك الأعواد.
  قال مؤلفه، يوسف بن يحيى بن الحسين بن المؤيد عفى اللّه عنه: إني لم أزل منذ رزقت العزيمة وفارقت التمائم، وجاريت بالفكرة السليمة عليلات النسائم، ذا ولع بالأدب ولا ولع النسيم ببانة الجرعا، وكلف بالشعر المحبّب إلى القلوب كالدينار طبعا، ولا برحت راتعا من سواده على البياض في الحدق،
(١) انظر: إحياء علوم الدين للغزالي، وتخريجه، وحلال الشعر وحرامه، والروايات التي ساقها في ذلك عن رسول اللّه ÷.
أيضا انظر: زهر الآداب ١/ ٨، المزهر للسيوطي ٢/ ٢٩١، تاج العروس / مادة (حكم).