[٢٩] الصاحب أبو القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن عبّاد بن الحسن بن عبّاد ابن إدريس الوزير الكبير، الشاعر الأديب الطالقاني⁣^(⁣١).

  فاضل جمعت له الفضائل جمع الثريا، وفاح نشر كماله فطوى البلاد طيّا، إذا ذكر كرمه فما حاتم وهو المجلي على الأقران، أو كتابته وخطّه فما أبو علي بن مقلة وابن هلال إلّا من العميان، أو علمه بالكلام فما النّظام إلّا بليد، أو شعره فما لبيد وابن الأبرص عبيد، جمع اللّه له من أسباب سعادتي الدارين بين المطالب، وجعل عنوان توفيقه يوم يؤتى كل كتابه حبّ الإمام علي بن أبي طالب #، وقد أكثر أئمة التأريخ والأدب من ذكر فضائله ومناقبه.

  وسارت مسير الشمس في كل بلدة ... وهبّت هبوب الريح في البرّ والبحر

  ولولا أن ذكر بعض محاسنه كالمروة لما حسن ذكر شيء منها لقصور العبارة عن إيفائه ما يستحقه ولم يذكر له أحد من المناقب أكثر من أبي منصور الثعالبي مع اعترافه بالقصور، فإنه قال في يتيمة الدهر: «ليست تحضرني عبارة أرضاها عن علوّ محله في العلم والآداب، وجلال شأنه في الجود والكرم، وتفرّده بالغايات والمحاسن، وجمعه أشتات العلوم والمفاخر، لأن همّة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه، وجهد قولي يقصر عن أيسر فواضله

(١) ترجمته في: معجم الأدباء ٦/ ١٦٨ - ٣١٧، يتيمة الدهر ٣/ ١٨٨ - ٢٨٦، بغية الوعاة ١/ ٤٤٩ تاريخ ابن خلدون ٤/ ٩٩٤، تاريخ الوزراء، مرآة الزمان، معجم البلدان، وفيات الأعيان ١/ ٢٢٨ - ٢٣٣، الكلية ترجمه رقم ٢٥، مناقب آل أبي طالب (مواضع متفرقة) روضات الجنات، لسان الميزان ١/ ٤١٣، الكنى والألقاب ٢/ ٣٧٠، شذرات الذهب ٣/ ١١٣، نزهة الألبا، مجمع البحرين، خريدة القصر، الغدير ٤/ ٤٠ - ٨١، النجوم الزاهرة ٤/ ١٦٩، أعيان الشيعة ١١/ ٣٢٢ - ٥٦٣، أدب ألطف ٢/ ١٣٣، ويضم كتاب «أخلاق الوزيرين» لأبي حيّان التوحيدي قسما كبيرا من أخباره.

وقد ألف فيه الشيخ محمد حسن آل ياسين كتابا، وحقّق عددا من آثاره بما في ذلك ديوانه، وطبعه ببغداد سنة ١٣٨٤ هـ / ١٩٦٥ م، وهناك مجموعة من رسائله حققها د. عبد الوهاب عزّام، والدكتور شوقي ضيف (القاهرة ١٣٦٦ هـ). أما مشاركته في الحياة السياسية فتراجع فيها الكتب المتصلة بتأريخ البوبهيين.