[8] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي
  كانت لنا من غطفان جاره ... جلّالة ضعّانة سيّاره
  كأنها من هيئة وشاره ... والحلي حلي التبر والحجارة
  مدفع ميثاء إلى قراره ... إياك أعني فاسمعي يا جاره
  وقيل بل قال:
  يا أخت خير البدو والحضاره ... كيف ترين في فتى فزاره
  أصبح يهوى حرّة معطاره ... صفر الوشاح تملأ الازاره
  إيّاك أعني فاسمعي يا جاره
  وذلك بمسمع منها، فخاشنته في القول، ثم استحيت من تسرّعها إلى أذاه، فلما تقدّم من عند النعمان أرسلت إليه أن يخطبها ففعل فتزوّجها.
  قلت: أحسن بشّار(١) في قوله:
  قل لمن شئت إنني بك مغرى ... ثم دعه بروضه إبليس(٢)
  وسيأتي كيفية دخول القائد جوهر إلى مصر إن شاء اللّه تعالى.
  [٨] أبو العباس، أحمد بن محمد الدارمي المصّيصيّ المعروف بالنامي(٣)، الشاعر المشهور(٤).
  أحد خواص شعراء الأمير سيف الدولة ونظير المتنبي، عنده في المنزلة السامية، فاضل شعره كالشعراء وروض نام لا ينفك يطلع زهرا، يبكي بنسيبه نائحة العرب حسدا ولا يترك للبيد من حسناته سبرا ولا لبدا، كم قص للشعراء
(١) مرت ترجمته في هامش سابق.
(٢) بعده في هامش الأصل:
«عسر النسا إلى مياسره ... والصعب يمكن بعد ما جمحا»
(٣) في هامش الأصل: «الشامي».
(٤) ترجمته في: يتيمة الدهر ١/ ٢٢٥ - ٢٣٢، وفيات الأعيان ١/ ٦٦ - ٦٧، الوافي بالوفيات ط المستشرقين ٨/ ٩٦ - ٩٩، الكنى والألقاب ٣/ ٢٠٤، تأريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٢/ ٢٩٨، شذرات الذهب ٢/ ١٥٣، أعيان الشيعة ٩/ ٢٧٢ والاعلام ط ٤/ ١ / ٢١٠ - ٢١١.