نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[119] أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن

صفحة 432 - الجزء 2

  شعره عن أصباح نيسان، ويتمايل سامعه لسجوع ورقه تمايل الأغصان، وهو أحد شعراء الأغاني، وشعره عذب المذاق، كأنّما هو حلاة طيب العناق.

  وقال أبو الفرج في حقّه: هو شاعر حجازي ظريف، وحبسه المتوكل مع الطالبيين⁣(⁣١).

  وأورد من شعره المختار لأغاني الخلفاء:

  واللّه لا نظرت عيني إليك ولو ... سالت مساربها شوقا إليك دما

  إن كنت خنت ولم أضمر خيانتكم ... فاللّه يأخذ ممّن خان أو ظلما

  سماحة لمحبّ خان صاحبه ... ما خان قطّ محبّ يعرف الكرما⁣(⁣٢)

  قال: وحدّث علي بن عبد اللّه الجعفري المذكور، قال: مكثت في الحبس مدّة فدخل عليّ رجل من الكتّاب يوما، فقال: أريد هذا الجعفري الذي تديّث⁣(⁣٣) في شعره. فقلت: إليّ فأنا هو، فعدل إليّ وقال: جعلت فداك! أحب أن تنشدني بيتيك اللذين تديّثت فيهما، فأنشدته:

  ولما بدا لي أنها لا تحبّني ... وأنّ هواها ليس عنها بمنجل

  تمنّيت أن تهوى سواي لعلّها ... تذوق حرارات الهوى فترقّ لي

  قال: فكتبها، ثم قال: إسمع جعلت فداك بيتين قلتهما في الغيرة، فقلت:

  هاتهما فأنشدني:

  ربّما سرّني صدودك عنّي ... في طلابيك وأمتناعك منّي

  حذرا أن أكون مفتاح غيري ... وإذا ما خلوت كنت التّمنّي⁣(⁣٤)

  قال: وقال أبو الحسن الجعفري: مرّت بي امرأة في الطواف، وأنا أنشد صديقا لي:

  أهوى هوى الدين فاللذات تعجبني ... فكيف لي بهوى اللذات والدّين؟


(١) الأغاني ط الثقافة ٢٢/ ٢٢٥.

(٢) الأغاني ٢٢/ ٢٢٤.

(٣) تديّث: فقد الغيرة والخجل، أظهر الفساد والفجور.

(٤) الأغاني ٢٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦.