[120] السيد جمال الدين علي بن الحسين بن محمد
  نداماي قد غنى على البانة القمري ... وجاوبه الشحرور من جانب القصر
  وقد صافحت أيدي الصبا نشر عنبر ... فمرّت به عفوا علينا ولم تدر
  ولما شدا صاح الهزار مغرّدا ... على فنن من فوق أغصانه الخضر
  فصفقت من جور الصبابة والهوى ... وقلت لخلّي أبسط العذر للعذر
  وقم هاتها صهباء من بحر دنّها ... لنشهدها بكرا على وجهك البدر
  فما ألطف الصفراء من كف أبيض ... وما أروق الحمراء من في كأسها الخمري
  بعينيك سقّيني على صوت مزهر ... لنسمع نظم الدر من ثغرك الدرّ
  ودعني من تذكار سلع وحاجر ... وصف لي من ذكراه يشفى به صدري
  حديث النقى يا بدر كرّره منشدا ... وسلسل عن مكحولها وعن الزهري
  ضياء الهدى بحر الندى علم التّقى ... وأكرم ماش في الملا يوسف العصر
  له اللّه ما أسخاه في بذل ماله ... إذا جاءه الملهوف يشكو من الفقر
  يقول له لا تأس وابشر فإنّني ... سأعطيك ما يكفيك شرا من الفقر
  لقد حاز ما حازته آباؤه الذي ... لهم من أياد اللّه تاج من النصر
  وقد خصّه رب العباد بأنعم ... ومولده يا صاح في ليلة القدر
  ونال علوم الأولين وفضلهم ... فمن صدره يقرى ومن داره يقري
  إذا ما علا يوما على ظهر أدهم ... فللّه كم تروى به ذابل السمر
  فكم غزوة بالعاديات على العدى ... ضحاء وفي الليل البهيم وفي العصر
  وكم روعت أكبادهم خوف يوسف ... على هل أتى بالنصر خوفا من النحر
  فلو كان في أيّام طه وحيدر ... لما ثبت الكفّار يوما على الكفر
  ولو كان في أيام صفّين ما اعتدى ... معاوية ذاك اللعين أبو الغدر
  على المرتضى أعني عليّا وسبطه ... فمن فعله في القلب أذكى من الجمر
  ودم في نعيم مستمر مؤيّد ... ولا زلت في نعماء بالشفع والوتر(١)
  وأحسن فيها ما شاء.
  وأنشدني له هذه القصيدة أنشأها في المواهب على لسان صديق له يمتدح بها الإمام المهدي ويخطه على قتال قبائل الشرق، وهي أيضا من أمتن الشعر بل كادت تزاحم رائية أبي تمّام بالمناكب ويقول:
(١) بعض أبياتها في نشر العرف ٢/ ٢١٣ - ٢١٤.