[122] أبو الحسن علي بن محمد الحريري الشاعر
  أتحسب أنّ ذا يرضي عليّا ... عليك وقد خريت جزيت شرّا
  فكيف يكون وجهك يوم تأتي ... غدا ويقال هذا وجه خرّا
  ولكن كان هذا نقص عقل ... ودين من تحرا ما تحرّا(١)
  قلت: ملام على الحريري كما أنه لا ملام على الكناني الذي خرى في كعبة أبرهة الحبشي التي عمّرها بصنعا.
  وقول الصفدي لا معنى له وأيّ إنسان غير خرّا يرد القيامة؟
  وكان أهل دمشق بسبب بني أميّة وبني أيوب لم يحل عنهم النصب.
  وحكى الصفدي، عن سليمان بن زيرة قال: اجتمعت أنا وعشرة من المشايخ بدمشق فيهم أبو بكر أحمد بن سعيد الطائي فقرأنا فضائل علي بن أبي طالب #، فوثب علينا قريب من مائة يضربوننا ويسحبوننا إلى الوالي، فقال لهم أبو بكر الطائي: اسمعوا يا سادة إنّما قرأنا اليوم فضائل علي وغدا نقرأ فضائل أمير المؤمنين معاوية، وقد حضرتني أبيات فإن رأيتم أن تسمعوها فقالوا هات فأنشد بديها:
  حبّي عليّا كلّه ضرب ... يرجف من خيفته القلب
  ومذهبي حبّ أمام الهدى ... يزيد والدين هو النصب
  من غير هذا قال فهو امرؤ ... ليس له عقل ولا لبّ
  والناس من ينقد لأهوائهم ... يسلم وإلا فالقفا نهب
  قال: فخلّوا عنّا، قال أبو بكر الطائي: واللّه لا أقمت في بلد يجري فيها ما جرى.
  ثم إنه خرج منها وسكن حمص(٢).
  وأورد الباخرزي في الدمية للحريري المذكور ولم أسمع في معناه مثله:
  انظر إلى حظّ ابن شبل في الهوى ... إذ لا يزال لكلّ قلب عاشقا(٣)
(١) الغيث المسجم.
(٢) الغيث المسجم.
(٣) في الدمية: «شائقا».