[138] أبو المستهل، الكميت بن زيد بن حبيش
  فضحك يزيد وقال: قد قبلنا نصحك يا أبا المستهل وأمر له بجائزة سنيّة(١).
  وعن محمد بن سلمة كان مبلغ شعر الكميت حين مات خمسة آلاف بيت ومئتان وتسعة وثمانون بيتا.
  وقال أبو الفرج: ولما قدم الكميت الكوفة بعد أن مات هشام تحدث الناس بعزل خالد القسري عن الكوفة فمرّ يوما والكميت واقف فلمّا جازه قال الكميت:
  أراها وإن كانت تسحّ فإنّها ... سحابة صيف عن قليل تقشع
  فسمعه خالد فقال: واللّه لا تقشع حتى يغشاك منها شؤبوب برد، وأمر به فضرب مائة سوط.
  وأول ما قال الكميت من الشعر «الهاشميّات» فسترها، ثم أتى الفرزدق فقال له: يا أبا فراس أنت شيخ مضر وشاعرها، وأنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسدي، وقد نفث على لساني فقلت شعرا، وأحببت أن أعرضه عليك فإن كان حسنا أمرتني بإذاعته، وإن كان قبيحا أمرتني بستره، وكنت أولى من ستره عليّ، فقال الفرزدق: أمّا عقلك فحسن، وأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك، فأنشده:
  «طربت وما شوقا إلى البيض أطرب».
  قال: فإلى من تطرب يا [ابن] أخي؟ فقال:
  «ولا لعبا منّي وذو الشيب يلعب».
  قال: بلى، فالعب يا بن أخي فإنك في أوان اللعب، فقال:
  ولم تلهني دار ولا رسم منزل ... ولم يتطرّبني بنان مخضّب
  قال: فما يطربك يا بن أخي؟ فقال:
  ولا السانحات البارحات عشيّة ... أمرّ سليم القرن أم مرّ أعضب
  قال: أجل لا تتطير، فقال:
  ولكن إلى أهل الفضائل والنّهى ... وخير بني حوّاء والخير يطلب
(١) الأغاني ١٧/ ٢٥ - ٢٦.