نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[139] أبو إبراهيم، مالك بن الحارث بن عبد يغوث

صفحة 8 - الجزء 3

  المؤمنين علي # ونصره، وكان سيد قومه وخطيبهم وشاعرهم، وكان أحد دهاة العرب وهم: الأشتر، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وعروة بن مسعود الثقفي، ومعاوية، ولما مات الأشتر قال علي #: رحم اللّه مالكا فلقد كان لي كما كنت لرسول اللّه ÷، قال: ولما قنت علي # على خمسة ولعنهم وهم: معاوية، وعمرو بن العاص، وأبو الأعور السلمي، وحبيب بن مسلمة، وبسر⁣(⁣١) بن أرطأة، قنت معاوية على خمسة وهم: علي والحسن والحسين وعبد اللّه بن العباس، والأشتر، ولعنهم⁣(⁣٢).

  وروى أبو عمرو بن عبد البرّ في الاستيعاب في حرف الجيم، في باب جندب⁣(⁣٣) رواية قاطعة شاهدة من النبي ÷ أنه من أهل الجنّة⁣(⁣٤).

  قال أبو عمرو⁣(⁣٥): لما حضرت أبا ذرّ الوفاة وهو بالربذة⁣(⁣٦) بكت زوجته أمّ ذر قالت: فقال لي: ما يبكيك؟ فقلت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا، ولا بدّ من القيام بجهازك، فقال لي:


(١) في الأصل: «بشر».

(٢) شرح نهج البلاغة ١٥/ ٩٨، أنظر ترجمة الأشتر فيه ١٥/ ٩٨ - ١٠٢.

(٣) جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد، من بني غفار، من كنانة بن خزيمة، أبو ذر: صحابي، من كبارهم، قديم الاسلام، يقال أسلم بعد أربعة وكان خامسا يضرب به المثل في الصدق. وهو أول من حيّى رسول اللّه ÷ بتحية الاسلام. هاجر بعد وفاة النبي ÷ إلى بادية الشام، فأقام إلى أن توفي أبو بكر وعمر وولي عثمان، فسكن دمشق وجعل ديدنه تحريض الفقراء على مشاركة الأغنياء في أموالهم، فاضطرب هؤلاء، فشكاه معاوية (وكان والي الشام) إلى عثمان (الخليفة) فاستقدمه عثمان إلى المدينة، فقدمها واستأنف نشر رأيه في تقبيح منع الأغنياء أموالهم عن الفقراء، فعلت الشكوى منه، فأمره عثمان بترحيله إلى الربذة (من قرى المدينة) فسكنها إلى أن مات سنة ٣٢ هـ. وكان كريما لا يخزن من المال قليلا ولا كثيرا، ولما مات لم يكن في داره ما يكفن به. روى له البخاري ومسلم ٢٨١ حديثا. وفي اسمه واسم أبيه خلاف. ولأبي منصور ظفر ابن حمدون البادرائي كتاب «أخبار أبي ذر» قرأه عليه النجاشي. ومثله «أخبار أبي ذر» لابن بابويه القمي و «أبو ذر الغفاري - ط» لعلي ناصر الدين.

ترجمته في: طبقات ابن سعد ٤: ١٦١ - ١٧٥ والإصابة ٧: ٦٠ وصفة الصفوة ١: ٢٣٨ وحلية الأولياء ١: ١٥٦ وذيل المذيل ٢٧ والذريعة ١: ٣١٦ والكنى والألقاب ١: ٢٨، الاعلام ط ٤/ ٢ / ١٤٠.

(٤) الاستيعاب ١/ ٢٥٣.

(٥) في شرح النهج: «أبو عمر».

(٦) الربذة: قرية على ثلاثة أميال من المدينة قريبة من ذات عرق.