[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن
  فلم ألق إلّا صعدة فوق لامة ... فقلت قضيب قد أطلّ على نهر
  ولا شمت إلّا غرّة فوق أشقر ... فقلت حباب يستدير على خمر
  فسرت وقلب البرق يخفق غيرة ... هناك وعين النجم تنظر عن شزر
  ولي أيضا في هذا الوزن والرويّ قصيدة تعجبني ومنها:
  بما ضمّنت عيناك من عقد السحر ... وبالعقد والخدّ المورّد والثغر
  أنل عاشقا حمّلته في غرامه ... كردفك حتى عاد في رقّة الخصر
  وحيّيه بالنهدين فهي شفاؤه ... وقل ربّ فاشرح للمحبّ بها صدري
  يقاسي الجفا عاما وأنت هلاله ... حجبت فلم تسفر له غرّة الشهر
  حللت بقلبي ثم أرسلت عبرتي ... وما صنت بيتا أنت فيه عن البحر
  فديتك داني من لحاظك والشفا ... رضائك أن حل المدواة بالخمر
  إذا قلت صلني قلت عذري واضح ... وهل أتلفت روحي سوى صبوة العذري
  وعندي دون الناس حين تبيحني ... لماك وما بين الترائب والنحر
  ألاقي عليك الحاسدين بمدمعي ... وما لو شاتي في هواك سوى النهر
  ألا في سبيل الحبّ قلب معذّب ... رماه الهوى من نار صدغك بالجمر
  وعين إذا أرسلت صدغك أسودا ... جرت في اصفرار الخدّ بالأدمع الحمر
  تغار عليك الخمر منّي ولم أكن ... علمت بأن الحبّ يعلق بالخمر
  وحيّا الحيا سفح العقيق وعصره ... وطيب اللقا في ظل أفنانه الخضر
  ومزجك كاسي بالرضاب وإنما ... غنيت عن الكأس العقيقي بالدرّ
  ولثمي خالا كنت ميتا بحبّه ... أعاد حياتي عند ذلك بالنشر
  بخدّي من ذاك الخضاب امارة ... أحبّ إلى قلبي العميد من التبر
  غداة اغتدى للكفّ خدّي وقاية ... من المغرب الأدنى إلى مطلع الفجر
  فكم قبلة في الثغر ثمّ شهيّة ... وكم للقوام المنثني الغضّ من هصر
  ويا برد ذياك النسيم الذي سرى ... وليس لنا غير الخميلة من ستر
  أماطت له شمس الجمال خمارها ... تقينا به ما لاح للصبح من قرّ
  وقد شملتا قبل ذاك غدائر ... وقتنا عن الرّائي ولم نخش من غدر
  وقالت برغم العاذلات التقاؤنا ... على حذري من أسرتي وعلى ذعري
  فما شئت من خمر فمن درّ مبسمي ... ومن وجنتي ما شئت من عابق الزهري
  وقم فاستتر إن خفت تحت ذوائبي ... ومن وجهي الوضّاح فاستغن بالبدر