نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[145] الشيخ بهاء الدين، محمد بن الحسين بن عبد

صفحة 61 - الجزء 3

  الفضل بوارقه، وسقاه من برد العذب النّمير عذبه ورائقه، لا يدرك بحر وصفه الإغراق، ولا تلحقه حركات الأفكار ولو كان في مضمار الدّهر لها سبّاق.

  زيّن بآثاره العلوم النّقليّة [والعقلية]⁣(⁣١)، وملك بنقد ذهنه جواهرها السّنيّة، لا سيّما [الرياضات]⁣(⁣٢) فإنه راضها، وغرس في حدائق الألباب رياضها.

  وهو في ميدان الفصاحة فارس وأيّ فارس، وإن كان غصنه أينع وربى بربوة فارس، فإن شجرته نبتت عروقها بنواحي الشّام البهيّة المغارس، والعرق نزّاع وإن أثّر الجوار في الطّباع.

  ولما تدفّق بحر كرمه خرج منها سائحا، بعد ما ألقى دلوه في الدّلاء ماتحا، لابسا خلع الوقار، قاطفا من رياض السكون ثمرات الاعتبار، فجاب البلاد، وأتى إرم مصر ذات العماد.

  وسرّ دهر هو صدر له ... بعالم ذي نجدة عامل

  وفي أثناء ذلك نظم عقود أشعار حقاقها العقول، وجمع من أزواد فضله مجموعة سماها «الكشكول»، طالعتها فرأيت فيها ما يسرّ الصّدور، ويحلّ عقد الإشكال عن كل مسطور.

  وكان رئيس العلماء عند عبّاس شاه، سلطان العجم، ولا يصدر إلا عن رأيه إذا عقد ألوية الهمم، إلا أنه لم يكن على مذهبه في زندقته وإلحاده، لانتشار صيته في سداد دينه ورشاده، إلا أنه علويّ بلا مين، وهو عند العقلاء أهون الشّرّين، فإنه أظهر غلوّه في حبّ أهل البيت، وجارى في حلبة الولاء الكميت، وأنشد لسان حاله لكلّ حيّ وميت:

  إن كان رفضا حبّ آل محمد ... فليشهد الثقلان أنّي رافضي ٣

  وأطال الخفاجي في تقريضه، وأما قرضه لعباس شاه فليس بمستنكر لنكايته في أحزاب الناصبة، وسأورد مقامة للخفاجي تتبين بها أنّه نسيج وحده في قرض الأعراض.


(١) ما بين المعقوفين من الريحانة، غير موجود في الأصل.

(٢) ريحانة الألبا ١/ ٢٠٧ - ٢٠٨.