نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[146] القاضي الخطيب محمد بن إبراهيم الشجري

صفحة 78 - الجزء 3

  وذكر له ابن حميد الدين⁣(⁣١) في «ترويح المشوق».

  أتظنّها قمرا بهيّا ... باللّه أم بشرا سويّا

  هزّت معاطف قدّها ... غصنا ولدنا سمهريّا

  وطوى مدار نطاقها ... من خصرها سرّا خفيّا

  نشوى بخمر شبابها ... ورضا بها لا بالحميّا

  تختال في حلل الدلا ... ل لقى بها وتتيه غيّا

  وتخالها ورق الحما ... م إذا انثنت غصنا نديّا

  وتظن وسواس الحليّ ... عليه تغريدا شجيّا

  عجبا لورقاء الغصو ... ن لقد أتت شيئا فريّا

  لا الغصن يعرف عطفه ... حللا ولا ألف الحليّا

  كلّا ولا نال الجما ... ل عليه عقدا عسجديا

  ولئن تبسّم ثغره ... ما كان كأسا لؤلؤيا

  هب أنّ فيه ملمسا ... رطبا ونشرا عنبريا

  ولربّما أبدى الحيا ... بخدوده وردا جنّيا

  ورد سقاه دم القلو ... ب فليس يبرح عندميّا

  سلّت عليه يد العيو ... ن السود أبيض مشرفيّا

  فحمته عن أيدي الجنا ... ة فلم يزل أبدا طريّا

  سالت بحبات القلو ... ب إليه لم تستبق شيّا

  أو ما ترى حبّاته ... ن عليه خالا أسوديا⁣(⁣٢)

  وله الخطب المشهورة بالفصاحة يستعمل فيها الافتنان فيفتن بما فيها من حماسة اللفظ والسماحة، وكان شيخا كبيرا قد ظهرت عليه دلائل الهرم، فكان أوّل ما يصعد المنبر وهو برداع لا يكاد يبين لأنه من رعشة الشيخوخة مهين، ثمّ تتزايد قوّة ألفاظه حتى يسمع كلامه ومعانيه من حضر، وهو لفظ كالجوهر في نحر الصبيح، كما أن صاحبه ناهض العلى وإن شبّه في مبادئ كلمه بسطيح.


(١) ترجمه المؤلف برقم ١٤.

(٢) ترويح المشوق.