[5] أبو القاسم، وأبو بكر، أحمد بن محمد
  على الغصون من الدانه(١) تخجل نفحة النسيم فلا تنساب في السحر بين الخمر إلّا عليله، إذا نظم الكواكب كان النسيم حاديه، والبرق دليله، وكأنما شذراته الجزرية بابلية، يعم ترقيصها الأعطاف فلا تختص بالشاذلية، فالمنثور يومي إليه بأنمله الخضيبة، والورد يمسح خدّه القاني باكيا بالطلّ على أيام أوصافه الخصيبة، يودّ لو نصره بشوكته، وفداه بكل إنكيس الشعر وحيّاه بجمرته، والنرجس يكثر إلى أشعاره التحديق، وهذه الثلاثة هي: الجنس والفصل والخاصة لشعره عند التحقيق.
  وقال الثعالبي: تشبيهات ابن المعتزّ، وأوصاف كشاجم، وروضيّات الصنوبري، متى اجتمعت اجتمع الظرف والطرب، وسمع السامع من الإحسان بالعجب، وله ديوان لا يوجد في بيت من بيوته قصور، وما لأحد عليه قدرة ولو نظم الثغور، وقد وقفت عليه بعد الاشتياق وخلت لي منه ثمرات الأوراق ونقلت من روضياته، وتنزهت في جنانه، فمنها:
  يا ريم قومي الآن ويحك فانظري ... ما للرّبى قد أظهرت إعجابها
  كانت محاسن وجهها محجوبة ... فاليوم قد كشف الربيع حجابها
  ورد بدا يحكي الخدود ونرجس ... يحكي العيون إذا رأت أحبابها
  ونبات باقلّاء يشبه نوره ... بلق الحمام مقيمة أذنابها
  وكأنّ زخرفة الربيع إذا بدا ... ريش الطواوس إذ تدير رقابها
  والسرو تحسبه العيون غوانيا ... قد شمّرت عن سوقها أثوابها
  وكأنّ إحداهنّ من نفح الصّبا ... خود تلاعب موهنا أترابها
  لو كنت أملك للرياض صيانة ... يوما لما وطئ اللّئام ترابها(٢)
= ترجمته في: فوات الوفيات ١/ ٦١، أعلام النبلاء ٤/ ٢٣، البداية والنهاية ١١/ ١١٩ وسمّاه: محمد ابن أحمد بن محمد بن مراد، وفيه: وفاته في حدود سنة ٣٠٠ هـ، الديارات ١٤٠ - ١٤٤، الطليعة / ترجمة رقم ١٨، اللباب ٢/ ٦١، أعيان الشيعة ٩/ ٣٥٦، الوافي بالوفيات - ط المستشرقين ٧/ ٣٧٩ - ٣٨٣، الفهرست للنديم، الأنساب للسمعاني، أدب الطف ٢/ ١٩ - ٣٣، مجلة المجمع العلمي العربي ٨/ ٤٨٤، الاعلام ط ٤/ ١ / ٢٠٧، أنوار الربيع ٥ / هـ ٢٢٣، الغدير ٣/ ٣٦٧ - ٣٧٦.
(١) كذا في الأصل.
(٢) الروضيات ٢٠ - ٢١، الوافي بالوفيات ٧/ ٣٨٠، فوات الوفيات ١/ ١١١