[158] أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر
  المجيدين، إماما في اللغة والأنساب، أقام بالشام مدّة وسكن بنواحي حلب ولما قصد الصاحب بن عباد وهو بأرّجان قال لأحد الحجّاب: قل للوزير أحد الأدباء بالباب، فقال الصاحب، قل له: قد ألزمت نفسي أن لا يدخل عليّ إلّا من يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب، فقال أبو بكر، قل له: من شعر الرجال أم من شعر النساء؟ فأعلمه الحاجب، فقال الصاحب: يكون أبا بكر الخوارزمي، فأذن له فدخل عليه فانبسط معه(١).
  ومن شعره [من البسيط]:
  يا من يحاول صرف الراح يشربها ... ولا يفكّ لما يلقاه قرطاسا
  الكاس والكيس لا يقضي امتلاؤهما ... ففرّغ الكيس حتّى تملأ الكاسا(٢)
  قلت: وفي معنى هذا أن السيدة سكينة بنت الحسين @ سمعت قول عروة بن أذينة(٣):
  أهوى هوى الدين واللذّات تعجبني ... فكيف لي بهوى اللذّات والدين
  فقالت: إلزم أحدهما ودع الآخر.
  ومن شعره في الوزير القاسم المرزباني لمّا قبض عليه [من الكامل]:
  لا تعجبوا من صيد صعو بازيا ... إن الأسود تصاد بالخرفان
  قد غرّقت أملاك حمير فأرة ... وبعوضة قتلت بني كنعان(٤)
  ومنه استمد عمارة اليمني في قوله:
(١) وفيات الأعيان ٤/ ٤٠٠ - ٤٠١.
(٢) يتيمة الدهر ٤/ ٢٣٩، وفيات الأعيان ٤/ ٤٠٢.
(٣) عروة بن يحيى (ولقبه أذينة) بن مالك بن الحارث الليثي: شاعر غزل مقدم. من أهل المدينة.
وهو معدود من الفقهاء والمحدثين أيضا. ولكن الشعر أغلب عليه. وهو القائل:
«لقد علمت وما الإسراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعييني تطلبه ... ولو قعدت أتاني لا يعنيني»
توفي نحو سنة ١٣٠ هـ وجمع الدكتور يحيى الجبوري ما وجد من شعره في «ديوان - ط».
ترجمته في: الأغاني ١٨/ ٣٣١ - ٣٤٦، وسمط اللآلي ١٣٦ ورغبة الآمل ٢: ٢٣٨ ثم ٣: ١٦٠ ثم ٦: ٤ والآمدي ٥٤ والتبريزي ٣: ١٤٣ والشعر والشعراء ٢٢٥ وفوات الوفيات ٢/ ٧٤ والموشح ٢١١ - ٢١٣ والمورد ٣: ٢: ٢٣١ الاعلام ط ٤/ ٤ / ٢٢٧.
(٤) يتيمة الدهر ٤/ ٢٣٦.