[159] أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان المعروف
  محمّد، ومن التبري تقديم الدعي على الوصيّ، وذكر سوء فعل يزيد ما ذاك إلّا عن نصب كراميّ كان في الثعالبي وجهل بغير الأدب أن سلّم له كماله.
  ومن شعر البلدي وفيه حكمة ظاهرة [من الوافر]:
  إذا استثقلت أو أبغضت خلقا ... وسرّك بعده حتى التنادي
  فشرّده بقرض دريهمات ... فإن القرض داعية البعاد(١)
  ومن شعره الذي يتغنّى به [من البسيط]:
  وروضة بات طلّ الغيث ينسجها ... حتى إذا نجمت أضحى يدبجها
  يبكي عليها بكاء الصبّ فارقه ... إلف فيضحكها طورا ويبهجها
  إذا تنفّس فيها ريح نرجسها ... ناغى جنيّ خزاماها بنفسجها
  أقول فيها لساقينا وفي يده ... كأس كشعلة نار إذ تؤججها
  أقلّ ما بي من حبّيك أن يدي ... إذا دنت من فؤادي كاد ينضجها(٢)
  وله في صفة الخمر [من مجزوء الرمل]:
  ومدام كست الكأ ... س من النور وشاحا
  ظهرت في جنح ليل ... فكأن الفجر لاحا
  لم يكن وقت صباح ... فحسبناه صباحا(٣)
  وله في طول الليل [من مجزوء الرمل]:
  قلت والنجم مقيم ... ودجاه غير ساري
  أعظم الخالق أجر ال ... خلق في شمس النهار
  فلقد ماتت كما ما ... ت عزائي واصطباري(٤)
  ومن شعره [من الخفيف]:
  أنا أخفى من أن يحس بجسمي ... أحد حيث كنت لولا الأنين
(١) يتيمة الدهر ٢/ ٢١١.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٢١١.
(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٢١١ - ٢١٢.
(٤) يتيمة الدهر ٢/ ٢١٢.