[162] الأمير أبو القاسم محمد بن المنصور بالله
  متى أرى في كلّ أقطارها ... حبّ عليّ غير مستنكر
  بريت من شيخ بني حنبل ... ومن ضرار ومن الأشعري
  وناصب مستظهر حقده ... كالكلب قد فتح لم ينظر
  قد جعل الناس لهم حجّة ... سبق أبي بكر إلى المنبر
  وأعجب من البتريّ في قوله ... ما أشبه البتريّ بالأبتر
  ما ذنب عثمان ترى عنده ... قد نال منه صفقة الأخسر
  شيعة زيد أصبحوا بعده ... مختلفي المورد والمصدر
  جرى أبو الجارود في غاية ... برّز فيها جري لا مقصر
  والآخرون اتّبعوا قائدا ... مال عن القصد ولم يشعر
  فعج ركاب الخيل ميمونة ... تهدي إلى الرشد وعج بالغري
  وزر بطوس قبر خير الورى ... وشرّ من يبعث إلى المحشر
  وعج بأهل الرّسّ واسنح بها ... دمعك ما فاض ولا تقصر
  وهذه الأبيات محتملة للشرح.
  وإنّما أراد بقوله: «ما ذنب عثمان» البيت، أن البتريّة أصحاب سليمان بن حريز وكثيّر الأبتر يترحمون على الشيخين ويسبّون عثمان لأنّه أحدث ما لا يجوز.
  قال الإمام أبو القاسم الزمخشري: ومما نقم على عثمان إهماله لإبل الصدقة.
  وذكر في المستصفى في قولهم: أشقّ من حبّى بضم الحاء المهملة وتشديد الموحّدة ثم ألف مقصورة، قال: هي امرأة كانت بالمدينة مزوجا، وكان نساء المدينة يسمّينها حوّا أمّ البشر، لأنها علمتهنّ ضروب الجماع ولقّبتها بألقاب منها: القبغ، والغربلة، والنخير، والرّهز، وزوّجت بنتها ثم سألتها عن زوجها، فقالت: أحسن الناس خلقا وخلقا، وأوسعهم رحلا وصدرا، يملأ بيتي خيرا، وحري أيرا، غير أنه يكلّفني النخير وقت الجماع، فقالت: وهل يطيب فيك بغير نخير ورهز؟ جاريتي حرّة إن لم يكن أبوك قدم من سفر، وأنا على سطح مشرف على إبل مربد أجل الصدقة، وكان بعير هناك قد عقل بعقالين، فصرعني ووقع عليّ ورفع رجلي، فطعنني طعنة نخرت لها نخرة نفرت منها إبل الصدقة فقطعت عقلها، فما أخذ منها بعيران في طريق، فكان ذلك أوّل شيء نقم على عثمان وما كان له في ذلك ذنب، الزوج طعن، والمرأة نخرت، والإبل نفرت، فما ذنبه؟